في شهادة مؤثرة، تحدث أخصائي العلاج التنفسي ميجيل جونسالفيس عن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة النجم البرتغالي دييجو جوتا، الذي توفي إثر حادث سير مروع أثناء عودته برًا إلى إنجلترا.
وكان جوتا يعاني من حالة صحية نادرة تُعرف بـ"استرواح الصدر"، وهي انهيار جزئي في الرئة، وكان يتلقى العلاج في مستشفى "ساو جواو" بمدينة بورتو البرتغالية.
رغم حالته الصحية الدقيقة، قرر مهاجم ليفربول تأجيل خضوعه للجراحة حتى ينهي التزامه مع منتخب بلاده، حيث شارك في نهائي دوري الأمم الأوروبية وساهم في الفوز على إسبانيا.
ووفقًا لجونسالفيس، فقد التقى بجوتا آخر مرة مساء يوم الحادث، وتحديدًا في تمام الساعة 8:30، خلال وجبة عشاء هادئة جمعته بشقيقه أندريه، حيث بدا اللاعب في حالة معنوية مرتفعة وكان متحمسًا للعودة إلى الملاعب.
أوضح الأخصائي أن جوتا كان يخطط للسفر برًا بسبب توصية طبية بعدم ركوب الطائرة في تلك المرحلة، على أن يتوجه إلى مدينة بورجوس الإسبانية لقضاء الليلة، ثم يواصل رحلته نحو ميناء سانتاندير، ومنها عبر العبّارة إلى إنجلترا.
أما أسرته فكانت تعتزم اللحاق به لاحقًا بالطائرة، إذ كان من المقرر خضوعه لفحوصات طبية في ليفربول يوم الإثنين.
ونفى جونسالفيستمامًا الشائعات التي انتشرت عقب وفاة اللاعب، والتي تحدثت عن سهره أو مشاركته في حفلات قبل الحادث ، وقال: "قرأت مزاعم غير مسؤولة على الإنترنت ووسائل الإعلام ، دييجو وأندريه كانا ملتزمين تمامًا، ولم يُظهرا أي سلوك متهور. كانا يخططان لرحلة هادئة ومنظمة بكل التفاصيل".
وأكد الطبيب أن حالة جوتا كانت في تحسن ملموس، وأنه استجاب للعلاج الطبيعي بشكل رائع ، وقال: "عملت معه منذ السبت وحتى مساء الأربعاء، وكان يتبع التعليمات بدقة، الجزء السفلي من رئته اليمنى كان لا يزال متأثرًا، لكن التحسن كان واضحًا، ولم يكن يشعر بالألم لحظة وداعه ، كان يستعد للعودة إلى ليفربول بابتسامة وأمل كبير".
لكن الرحلة لم تكتمل. فبينما كانت السيارة تسير على أحد الطرق السريعة، انفجر أحد الإطارات أثناء محاولة تجاوز مركبة أخرى، فانحرفت السيارة عن مسارها واشتعلت فيها النيران بالكامل.
وأسفر الحادث عن مصرع جوتا وشقيقه على الفور، في مأساة صادمة هزّت الوسط الرياضي في البرتغال والعالم.
وبحسب التحقيقات الأولية للشرطة الإسبانية، فإن انفجار الإطار هو السبب المرجح للحادث، فيما لم ترد أي دلائل على وجود شبهات جنائية.
هكذا أسدل الستار على حياة لاعب لم يتوقف عن القتال، حتى في أيامه الأخيرة، من أجل العودة إلى الملاعب بالقوة ذاتها التي لطالما ميزته.
0 تعليق