علي جمعة: الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة ـ اعرف كورة

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، أن أهل السنة والجماعة يشملون الأشاعرة والماتريدية، وأيضًا من سلك سبيل أهل الحديث ممن التزموا بالمنهج العلمي في التعامل مع النصوص، ولم يخالفوا العقيدة الإسلامية.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال حلقة بودكاست "مع نور"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: "أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة، وهم الماتريدية أيضًا، المنسوبون إلى الإمام أبي منصور الماتريدي وهم أيضًا ممن لم يخالفوا المنهج واتبعوا المنهج العلمي، وما سمّوا أنفسهم بأهل الحديث إلا لأنهم كانوا مهتمين جدًا بتتبع الحديث النبوي، وصدقوه، وتعاملوا معه بمنهج علمي، فأصبح عندنا ثلاث - كما نص العلماء - يكاد تكون الخلافات بينها محصورة جدًا في مسائل المعتقد".

وتابع: "أهل السنة والجماعة معناها أولًا: عقيدة على مذهب معين، فلا بد أن نذهب إلى العقيدة لنرى ما هذا المذهب الذي يُسمى بأهل السنة والجماعة، فنجد أنه يتكلم في النهاية عن الإلهيات، والنبوات، والسمعيات، وأهل السنة والجماعة لهم في هذه المسائل التي عددناها، وجدناها في حدود ١٥٠٠ مسألة عقدية، هذه هي عقيدة الإسلام التي تكلم فيها العلماء بالتفصيل، وأوضحوا أدلتها، وما يترتب عليها، ومخالفتها، وإجابات أخرى على نفس الأسئلة، لكن الموضوعات هي ١٥٠٠ مسألة، يضبط هذه الـ١٥٠٠ مسألة نحو ٢٥٠ مصطلحًا فقط لا غير، اهتم بها علماء التوحيد، وعلماء الكلام، وهذا يسمى أصول الدين، ويُسمى علم التوحيد، ويُسمى علم الكلام، وهي كلها مسميات لعلم واحد".

وأوضح: "أهل السنة والجماعة تعني هذه الطائفة التي أجابت على هذه الأسئلة متقيدة بالمعقول والمنقول، متخذين منهجًا علميًا رصينًا وعميقًا للإجابة على هذه الموضوعات، أو لتبني الإجابة الصحيحة في ظل الكتاب والسنة، هذا ما جعلهم تحت اسم "أهل السنة والجماعة"، وهذا ما جذب إليهم جماهير العلماء، ومن ثم جماهير العوام، فأصبح أكثر من ٩٠٪، أو ٩٥٪ من المسلمين من أهل السنة والجماعة".

وأَضاف: "أما البقية، فتخالف في بعض هذه الأشياء، وهناك مساحة مشتركة بين كل المسلمين، حتى الذين خالفوا، فالإمام أبو الحسن الأشعري سمّاهم أهل القبلة، فتجد الشيعي من أهل القبلة، والإباضي من أهل القبلة، والمعتزلي من أهل القبلة، وأهل السنة من أهل القبلة، كلهم يصلون، يصومون رمضان، يتبعون القبلة المكية، يخرجون الزكاة، ويؤمنون بالحج إلى بيت الله الحرام، وليس إلى عكا ولا الهند ولا الشرق أو الغرب، لم يختلف المسلمون في مساحة ضخمة جدًا، إنما اختلفوا في بعض المسائل من تلك الـ١٥٠٠".

وأردف: "نسبة الاتفاق بين هذه الفرق الإسلامية أكبر من نسبة الاختلاف،  مساحة المشترك في الإجابة على الـ١٥٠٠ مسألة تكاد تصل إلى ٩٠٪ أيضًا، حتى في المسائل العقدية، فعندنا الإلهيات، والنبوات، والسمعيات، والسمعيات تقريبًا ليس فيها خلاف كبير، وإن وُجدت مسألة، فستجد لها تأويلًا، مثلًا: أهل السنة يرون – طبقًا للنص الشريف – قوله تعالى: (وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربها ناظرة)، أن الله سبحانه وتعالى يُرى يوم القيامة، وقال النبي ﷺ: "أترون القمر ليلة البدر؟" قالوا: ، قال: "فإنكم ترونه كما ترون القمر، لا تُضامون في رؤيته"، إذًا: نحن نقول إن الله يُرى يوم القيامة".
واستكمل: "جاء بعض العلماء وقالوا: نحن نرى أن الله لا يُرى، لماذا؟ لأن الله قال لموسى: لن تراني، و"لن" تفيد التأبيد، فنردّ: التأبيد هنا في الدنيا، فـ"لن" تفيد الدوام في زمن معين، بدليل قول الله: خالدين فيها أبدًا، أي في الآخرة.. اختلفنا في هذه المسألة، هل يرى الله يوم القيامة؟ هذه مسألة من ١٥٠٠ مسألة، وأيضا مسألة أخرى مثل: العصمة النبوية، هل هي عصمة مطلقة منذ الولادة؟ أم منذ البعثة فقط؟ لأن هناك آيات وأحاديث مثل: فوكزه موسى فقضى عليه، أو قول النبي ﷺ عن إبراهيم: "كذب ثلاث كذبات"، فيقال: هل كانت العصمة قبل الرسالة أم بعدها؟ أم هي مطلقة؟ خلاف، فخلافات من هذا النوع، ولو اعتبرناها "وجهات نظر" وليست "اختلافات" عقائدية جوهرية، سنجد أن النسبة الحقيقية للاتفاق تقترب من ٩٥٪".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق