بعد رفض فينيسيا حفل زفافه.. قصة صعود جيف بيزوس مع أمازون - اعرف كورة

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، رفضت السلطات المحلية في فينيسيا طلب إقامة حفل زفاف جيف بيزوس مدفوعًا بمخاوف تتعلق بالاكتظاظ السياحي وهدر الموارد. 

سلط هذا الرفض الضوء على التأثير الطاغي الذي يمارسه بيزوس، مؤسس أمازون، والذي باتت ثروته وأسلوبه في إدارة الفعاليات تجسيدًا للقوة الاقتصادية التي تراكمت عبر سنوات من الابتكار والتوسع.

من مرآب متواضع إلى هيمنة رقمية

بدأت رحلة بيزوس عام 1994 بمتجر كتب صغير في مرآب منزله، ومضى لاكتساب خبرة واسعة قبل إطلاق أمازون رسمياً من سيدار مولز، واشنطن .

 على مدار عقود، حولت الشركة وجه التجارة الإلكترونية عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية اللوجستية وخدمات AWS السحابية، ما شكّل هجومًا استراتيجيًا عالميًا على قطاعات التجزئة والإعلام والخدمات .

إمبراطورية تتوسع بلا حدود

أصبحت أمازون أكثر من مجرد متجر إلكتروني؛ فقد استحوذت على Whole Foods لتقوية وجودها في قطاع البقالة، وأطلقت Prime Video وتبنت Alexa لنفوذها في الترفيه والمنزل الذكي. 

كما أطلقت مشاريع فضائية عبر Blue Origin، مستثمرة مليارات من ثروته الشخصية لتحقيق رؤيته المتنوعة والمتقدمة .

زفاف بـملايين يُعيد النقاش

اختيار بيزوس لمدينة فينيسيا مكانًا لحفل زفافه الفخم بتكلفة تقدر بين 40 و50 مليون يورو  كشف شقاقًا بين الواقع القوي لعالم المليارديرات وواقع السكان المحليين الذين يعانون من ضغط السياحة وهدر الموارد .

"لا مساحة لبيزوس"

تشكلت حركة احتجاج تحت شعار "No Space for Bezos"، ضمت ناشطين لحماية المدينة من الاستغلال التجاري، معتبرين أن ثرائه يضعف حضور السكان ويتسبب في خسارة الموارد العامة 

هل استثمرت المدينة أم خسرت هويتها؟

في حين يرى المؤيدون أن الاحتفالية ستعزز الاقتصاد المحلي بـ30 مليون يورو تقريبًا وتوفر فرص عمل مؤقتة، يرى المعارضون أنها مسألة رمزية لأسلوب اقتصادي يهمش المواطنين ويعرّض المدينة للانصهار في ثقافة الترف الزائل .

خاتمة: عندما تصطدم القوة الرقمية بالهوية الحضارية

صعود جيف بيزوس من مؤسس متجر كتب إلى أسطورة رقمية وصانع قرار عالمي يعبّر عن نجاحات تقنية غير مسبوقة.

 لكن قصة زفافه في فينيسيا تُجسّد جانبًا آخر من القوة، تأثير مال قسمً السيادة التقليدية والفعالية المحلية على حساب التاريخ والثقافة. 

في النهاية، تبقى معركة الهوية الثقافية والمصلحة الاقتصادية اختبارًا معقدًا أمام أعظم قوى التكنولوجيا في العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق