أكد الدكتور هشام عبد العزيز، من علماء وزارة الأوقاف، أن على المسلم المعاصر أن يدرك جيدًا الفرق بين الثوابت والمتغيرات في الشريعة الإسلامية، حتى يتمكن من فهم دينه بشكل عميق ويتفاعل مع مستجدات واقعه بوعي واتزان.
وأوضح عبد العزيز، خلال تصريح تليفزيوني، أن الثوابت هي أصول الدين التي لا تقبل التبديل أو الاجتهاد، مثل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكذلك القيم الأخلاقية الكبرى كالصدق والعدل والأمانة، وهي رواسخ لا تتغير باختلاف الزمان أو المكان أو الأشخاص.
وتابع: "أما المتغيرات، فهي كيفية تطبيق الأحكام الشرعية والاجتهادات الفقهية في ضوء الظروف والواقع المعاصر، مشيرًا إلى أن فهم المتغيرات ليس بدعة، بل هو منهج سلكه النبي ﷺ وصحابته الكرام، مثلما حدث في صلح الحديبية، حين قَبِل النبي ببعض الشروط الظاهرية التي اعترض عليها بعض الصحابة، إدراكًا منه للمصلحة الكبرى وتحقيقًا لمقاصد الشريعة، وعلى رأسها حفظ الدماء وصون المجتمع".
وأشار إلى أن من أمثلة فقه الواقع ما ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، حين أجاب شخصين بنفس السؤال – "هل للقاتل من توبة؟" – بإجابتين مختلفتين بحسب حال كل سائل، لافتًا إلى أن الفتوى قد تتغير باختلاف نية السائل وظروفه، لأن تنزيل الحكم على الواقع يحتاج إلى فقه، وليس مجرد حفظ للنصوص.
وأكد على أن المسلم المدرك لعصره يجب أن يكون قادرًا على تحليل الواقع، والتفاعل مع التحديات المعاصرة مثل العولمة، والسيولة الأخلاقية والفكرية، والأزمات الاقتصادية، داعيًا إلى التمسك بالثوابت في العقيدة والقيم، والانفتاح الواعي في المتغيرات لتحقيق المصلحة، وفق منهج النبي ﷺ الذي جمع بين الثبات في المبادئ والمرونة في الوسائل.
0 تعليق