قالت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحديث عن الهجرة النبوية الشريفة يُجدد في النفس مشاعر الشوق وحب الوطن، مؤكدة أن مشاهد الهجرة كلها تؤكد مدى تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، رغم ما لاقاه فيها من أذى واضطهاد.
وأوضحت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن العلماء لفتوا إلى دلالة لفظ "المهاجرين" بدلًا من "الهاجرين"، لأن الهجرة لم تكن بإرادة النبي وصحابته، بل كانوا مضطرين إليها، ولهذا وردت الصيغة بصيغة "مفاعلة" للدلالة على أن الهجرة كانت قهرية لا اختيارية.
وسردت موقفًا مؤثرًا من بدايات البعثة، حين ذهب النبي مع السيدة خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل، الذي أخبره أن من جاءه في الغار هو الناموس الذي كان يأتي الأنبياء، وعندما قال له: "وإنك ستُكذَّب وتُؤذى وتُخرج"، سكت النبي عند الأذى والتكذيب، لكنه وقف عند "تُخرج" وقال: "أوَ مُخرِجيّ هم؟"، وكأنه لا يصدق أنه سيضطر لترك بلده.
وأشارت السعيد إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أظهر تعلقًا شديدًا بمكة عند خروجه منها، حين التفت إليها وقال: "والله إنكِ لأحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما خرجت"، واصفةً كلماته بأنها كلمات الحبيب المفارق لحبيبته مضطرًا.
وأضافت أن حب الوطن فطرة، قائلة: "زي ما إحنا بنعيش في الوطن، الوطن بيعيش فينا.. في لغتنا وسلوكياتنا وعاداتنا وطباعنا"، مشيرة إلي موقفًا آخر مؤثرًا حين اشتاق النبي إلى مكة بعد أيام قليلة من مغادرتها، وكان في منطقة الجحفة، فنزل عليه سيدنا جبريل عليه السلام بقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ"، وهي الآية التي طمأن الله بها قلب نبيه الكريم، ووعده بالعودة إلى مكة منصورًا.
0 تعليق