يوافق اليوم، الأربعاء 18 يونيو، واحدة من أخلد المناسبات الوطنية في تاريخ مصر الحديث، وهي ذكرى عيد الجلاء، الذي يخلّد يوم جلاء آخر جندي بريطاني عن الأراضي المصرية عام 1956، تنفيذًا لاتفاقية الجلاء التي جاءت تتويجًا لكفاح الشعب المصري الطويل ضد الاحتلال البريطاني.

وفي هذه الذكرى التاريخية، عمّت البلاد أجواء احتفالية مهيبة عام 1956، حيث شهدت القاهرة احتفالًا فنيًا ضخمًا شارك فيه نخبة من نجوم الفن في عصره الذهبي، لتخليد هذا الحدث المجيد بأعمال فنية وطنية خالدة لا تزال محفورة في الذاكرة.

برنامج الحفل الوطني:

انطلقت الأمسية الوطنية بأغنية جماعية بعنوان "قولوا لمصر تغني معايا"، كتب كلماتها أحمد شفيق كامل ولحنها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وشارك في أدائها مجموعة من أعظم الأصوات في تاريخ الطرب، من بينهم: عبد العزيز محمود، شادية، محمد عبد المطلب، سعد عبد الوهاب، عبد الغني السيد، فايزة كامل، إلى جانب محمد عبد الوهاب نفسه.

عقب ذلك، قدّم المعهد المصري للباليه عرضًا راقصًا مبهرًا مستوحى من أوبرا "عايدة"، عبّر خلاله فنانو الباليه عن نضال المصريين ضد الاحتلال، من خلال لوحات فنية رمزية أبهرت الحاضرين.

مشاركات فنية خالدة:

وشهد الحفل أيضًا مشاركة الفنانين إبراهيم حمودة وسيد إسماعيل باستعراضات غنائية تمجد كفاح المصريين، فيما قدّم الفنان محمود شكوكو أغنية خاصة وجّهها إلى الرئيس جمال عبد الناصر، تضمنت كلماتها: "مين يرفع راية البلد إلا انت يا بن البلد"، وسط تفاعل جماهيري واسع.

كما قدمت فرقة نجيب الريحاني مسرحية قصيرة من فصل واحد، كتبها بديع خيري، عالجت موضوع الجلاء بأسلوب درامي وطني مؤثر، وشارك فيها أبرز نجوم الفرقة.

أم كلثوم تختتم الاحتفال بصوتها الخالد:

وكان مسك الختام بظهور أسطورة الطرب العربي أم كلثوم، التي قدّمت "أنشودة الجلاء" من كلمات الشاعر أحمد رامي وألحان محمد الموجي، والتي بدأت بمطلعها الشهير:"يا مصر إن الحق جاء فاستقبلي فجر الرجاء."

تلتها بأغنية "شمس الأصيل"، واختتمت السهرة بأيقونتها الوطنية الخالدة "مصر التي في خاطري"، التي شاركها في ترديدها ضباط القوات المسلحة وجموع الحضور، في لحظة وطنية مؤثرة جمعت بين الفن والانتماء والتاريخ.