تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان المصري الراحل يونس شلبي، أحد أبرز نجوم الكوميديا الذين تركوا بصمة خاصة في تاريخ الفن العربي، بملامحه الطفولية وصدق أدائه وتلقائيته الفريدة التي أحبها الجمهور في مختلف أنحاء الوطن العربي.
وُلد يونس شلبي في 31 مايو 1941 بمدينة المنصورة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ رحلة فنية حافلة بالعطاء امتدت لعدة عقود، جمعت بين المسرح والسينما والتلفزيون، وخلّفت إرثًا فنيًا كبيرًا ما زال حيًا في ذاكرة الجمهور.
وشارك يونس شلبي فيما يقرب من 117 عملًا فنيًا بين مسلسلات، مسرحيات، وأفلام.
"مدرسة المشاغبين".. البداية التي لا تُنسى
انطلق يونس شلبي إلى النجومية من خلال المسرحية الشهيرة "مدرسة المشاغبين" عام 1973، حيث جسد شخصية "منصور" الطالب الساذج خفيف الظل، بجانب عمالقة مثل عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي.
تميز أداؤه بعفوية نادرة جعلته نجمًا محبوبًا رغم صغر حجم الدور مقارنة بزملائه.
بصمة خالدة في المسرح والسينما
شارك شلبي في أكثر من 20 مسرحية، من أبرزها "العيال كبرت"، حيث لعب دور "عاطف"، الأخ الأصغر الطيب، الذي أضحك الجماهير لعقود طويلة ولا تزال مقاطع مشاهده تتداول حتى اليوم.
في السينما، تجاوزت مشاركاته 77 فيلمًا، جمعته بكبار المخرجين والممثلين، وقدّم أدوارًا متنوعة في أفلام مثل:
- الكرنك (1975)
- إحنا بتوع الأتوبيس (1979)
- شفيقة ومتولي (1979)
- أمير الظلام (2002) مع عادل إمام
وبالرغم من أن معظم أدواره اتسمت بالطابع الكوميدي، إلا أن يونس شلبي أجاد أداء الأدوار الإنسانية ببراعة شديدة، فترك تأثيرًا عاطفيًا لا يُنسى.
التلفزيون.. نجاح آخر في دراما الأسرة والطفل
كان ليونس شلبي حضور مميز في التلفزيون، وشارك في أكثر من 20 مسلسلًا، منها:
- عيون مع فؤاد المهندس، حيث أدى شخصية "حيرم"
- أنا اللي أستاهل
- الستات ما يعملوش كده
- سلسلة "بوجي وطمطم" التي أبدع فيها بصوته، لتصبح من علامات دراما الأطفال في رمضان.
فن هادئ.. وإنسان محبوب
بعيدًا عن الأضواء، كان يونس شلبي معروفًا بتواضعه وطيبته، وهو ما جعله محبوبًا بين زملائه وجمهوره، وظل بعيدًا عن الصراعات الفنية واهتم فقط بتقديم فن نظيف يحمل البهجة والرسائل البسيطة.
رحيله وأثره الذي لا يزول
توفي يونس شلبي في 12 نوفمبر 2007 بعد صراع مع المرض، لكنه بقي حيًا في قلوب جمهوره بأعماله الخالدة، التي تُعرض باستمرار وتعيد البسمة إلى الوجوه.
وفي ذكرى ميلاده، نستحضر ضحكته التي كانت تسكن كل بيت، ونتذكر فنانًا أحب الناس بصدق، فبادلته الجماهير حبًا لا ينتهي، يونس شلبي لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان تجسيدًا للبساطة والنقاء، ورمزًا لجيل آمن بأن الفن رسالة فرح وحب وسلام.
0 تعليق