شهدت محافظة القليوبية، اليوم، حادثًا مأساويًا أسفر عن مصرع عاملين تابعين لمديرية الري، وإنقاذ ثالث، وذلك أثناء قيامهم بأعمال تطهير داخل إحدى البيارات بترعة الإعجام، بالقرب من مزلقان العادلي بدائرة قسم شرطة قليوب.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي غرفة عمليات النجدة بلاغًا يفيد بسقوط ثلاثة عمال داخل بيارة مائية أثناء تنفيذهم أعمال تطهير دورية، وعلى الفور، وجّه اللواء عبد الفتاح القصاص، مدير أمن القليوبية، بسرعة انتقال الأجهزة الأمنية وقوات الإنقاذ النهري إلى موقع البلاغ. وقاد اللواء هيثم شحاتة، مدير الحماية المدنية بالقليوبية، جهود الإنقاذ التي أسفرت عن إنقاذ أحد العمال ونقله لتلقي العلاج، بينما جرى انتشال جثتي العاملين الآخرين من داخل البيارة.
وبالمعاينة والفحص، تبين أن العمال الثلاثة تابعون لمديرية الري، وكانوا يؤدون أعمال تطهير بيارة ضمن خطة الصيانة الدورية لترعة الإعجام، إلا أنهم تعرضوا لاختناق مفاجئ داخل البيارة يُرجّح أنه نتيجة تراكم الغازات السامة أو نقص الأكسجين، مما أدى إلى فقدانهم الوعي وسقوطهم تباعًا داخلها.
وأسفر الحادث عن وفاة كل من:
إبراهيم عودة عبده إبراهيم، يبلغ من العمر 28 عامًا، ويقيم بقرية بلقس التابعة لمركز قليوب.
محمد سعيد سعيد، يبلغ من العمر 25 عامًا، ويقيم بنفس القرية.
وتم نقل الجثمانين إلى مشرحة مستشفى قليوب العام تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات، وأمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثتين وبيان الأسباب الدقيقة للوفاة، كما صرّحت بالدفن عقب انتهاء أعمال التشريح، وطلبت تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة.
وتحرر محضر رسمي بالحادث داخل قسم شرطة قليوب، فيما سادت حالة من الحزن والأسى قرية بلقس التي فقدت اثنين من أبنائها في حادث مفاجئ أثناء أداء عملهم، وسط مطالبات من الأهالي بضرورة توفير اشتراطات السلامة المهنية في مواقع العمل المرتبطة بالصرف والمياه، وتشديد الرقابة على إجراءات الدخول إلى البيارات ومناطق الخطر.
وأكد شهود عيان من موقع الحادث أن العمال لم يكن بحوزتهم أي أدوات أو وسائل حماية تقيهم من الاختناق داخل البيارة، ما أثار تساؤلات حول مدى التزام جهة العمل بتوفير معدات السلامة الشخصية للعاملين.
وتواصل الأجهزة المعنية التحقيق للوقوف على الأسباب النهائية للحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة في حال ثبوت وجود أي إهمال أو تقصير.
0 تعليق