قارئ القلوب الذي أسكت المرض صوته وأبقت الأمة أثره..من هو الشيخ سيد سعيد؟ ـ اعرف كورة

السبورة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تُوفي الشيخ سيد سعيد، الملقب بـ "سلطان القراء"، يوم 24 مايو 2025، بعد رحلة طويلة مع القرآن الكريم امتدت لعقود، وصراع مع مرض الفشل الكلوي. 

رحيل الشيخ سيد سعيد أبكى القلوب، وأحزن الملايين من محبيه في مصر والعالم الإسلامي، بعدما ترك إرثًا عظيمًا من التلاوات الخاشعة، وصوتًا سكن القلوب قبل المسامع.

الفشل الكلوي يُجبر الشيخ سيد سعيد على الصمت

خلال السنوات الأخيرة، أصيب الشيخ بالفشل الكلوي، ما اضطره إلى التوقف عن التلاوة، بسبب قيامه بغسيل كلوي ثلاث مرات أسبوعيًا.

من هو الشيخ سيد سعيد؟

الشيخ سيد سعيد وُلد في محافظة الدقهلية شمال مصر، وحفظ القرآن الكريم كاملًا في سن السابعة داخل كُتّاب قريته، دون أن يلتحق بأي معهد ديني رسمي.
بدأت مسيرته القرآنية من قرية كفر سليمان البحري بمركز فارسكور في محافظة دمياط، حيث جذب الانتباه بصوته المؤثر وأسلوبه المميز، ما فتح له أبواب الشهرة داخل مصر.

مسيرة مهنية دولية وتأثير واسع

في بداية مشواره، كان أول أجر يتقاضاه الشيخ سيد سعيد مقابل التلاوة لا يتعدى 25 قرشًا، وذلك في الخمسينيات، ومع الوقت، زاد أجره إلى 50 قرشًا، لكنه لم يكن ينظر للمقابل المادي، بل كانت غايته نشر القرآن وخدمة كتاب الله.

وبفضل صوته المؤثر وأدائه المتميز، سافر إلى عدد كبير من الدول لتلاوة القرآن، من بينها:

  • الإمارات " لمدة 11 عامًا متتالية "
  • السعودية
  • لبنان
  • إيران
  • عمان
  • جنوب أفريقيا
  • باكستان

في كل بلد زاره، حظي بتقدير كبير من المؤسسات الرسمية والجماهير، وكان صوتًا حيًّا يعبر عن روح القرآن وأصالته.

سر الشهرة.. وسورة يوسف

كانت سورة يوسف هي نقطة التحول الأبرز في مسيرة الشيخ سيد سعيد، وسجلها بطريقته الخاصة، وهو الذي لاقى نجاحًا واسعًا وحقق انتشارًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، ليصبح أحد أبرز أسباب شهرته العالمية.

أجر أول تلاوة.. وبدايات متواضعة

بدأ مشواره في خمسينيات القرن الماضي، وكان أول أجر يحصل عليه لقاء التلاوة 25 قرشًا فقط، ثم ارتفع إلى 50 قرشًا لاحقًا.
ورغم تواضع المقابل المادي، إلا أن حبه للقرآن، وشغفه بخدمته، كانا دافعه الحقيقي للاستمرار والتفوق.

127.jpg
سبب وفاة الشيخ سيد سعيد

أسكت المرض صوته وأبقت الأمة أثره

هكذا طُويت صفحة من أنقى صفحات التلاوة في تاريخ الأمة الإسلامية، برحيل الشيخ سيد سعيد، الذي وهب عمره للقرآن، تلاوةً وتأثيرًا ورسالة.
رغم أن المرض أسكت صوته في سنواته الأخيرة، إلا أن أثره لم يخفت، وبقيت تلاواته خاشعة تتردد في المساجد والبيوت، وتُلهب القلوب بخشوعها وصدقها.

غادرنا قارئ القلوب، لكن صوته سيظل خالدًا، محفورًا في ذاكرة أجيال ستتربى على نبراته الخاشعة، وستعرف أن هذا هو صوت من أحب القرآن فعاش له ومات عليه.

رحم الله الشيخ سيد سعيد، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن كتابه الكريم وعن أمة الإسلام خير الجزاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق