العدل والوعي.. تتحرك الأحزاب و تتعثر النخب ـ اعرف كورة

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في وقت يعاني فيه المشهد السياسي من ضبابية شديدة، تبرز تجربتا حزبي العدل والوعي كمثالين لفاعلية سياسية تتحرك على الأرض بخطى واضحة، مقابل مشهد باهت تقدمه الحركة المدنية، التي لا تزال تراوح مكانها وسط تردد وتفكك في الرؤية.

 

حزبا العدل والوعي

نجاح حزبا العدل والوعي في خلق حضور حقيقي رغم التحديات، ليس فقط من خلال خطاب جذاب أو شعارات مطاطة، بل أشاهد لهم برامج واقعية وخطط تنموية تلامس هموم المواطنين، وتترجم مفردات العدالة الاجتماعية والتنمية إلى أدوات سياسية قابلة للتنفيذ، اللافت في تجربة الحزبين أنهما لم ينتظرا اكتمال ملامح العملية الانتخابية أو حسم شكلها النهائي، بل انطلقا نحو تشكيل قوائم المرشحين، وإعداد الصفوف، والعمل على الأرض، إيمانًا بأن السياسة لا تُمارس من خلف المكاتب ولا تُؤجل حتى “تتضح الصورة”، بل تُصنع بالحركة والاشتباك مع الواقع.

 

وعلى الجانب الآخر، تبدو الحركة المدنية وكأنها تسير في اتجاه مضاد، أحزاب نخبوية تتحدث عن الديمقراطية بينما تعجز عن تنظيم صفوفها، وعن التغيير بينما لا تملك خطة واحدة متماسكة للمستقبل، الخطاب السياسي للحركة يبدو منفصلًا عن نبض الشارع، بينما الأداء بطيء، متردد، يفتقر إلى روح المبادرة، وكأنها تنتظر توافقًا مثاليًا لن يأتي.

 

الأزمة الأكبر في أنهم  مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، لا تزال مواقفهم رمادية، ورؤيتهم غائمة، وشكل مشاركتهم غير محسوم، لا طرح انتخابي واضح، استمارات ترشح متنوعه ولا وجود  لخريطة تحرك معلنة، ولا حتى بوادر لتشكيل تحالف انتخابي، وكل ذلك يحدث بينما الآخرين يتحركون بنشاط، وينظمون الصفوف، ويحتكون بالجمهور، ويستثمرون كل يوم في توسيع قاعدتهم.

 

الفرق بين الطرفين لم يعد مجرد تباين في الإيقاع أو الخلفية، بل هو انعكاس لفهم مختلف لطبيعة العمل السياسي، ففي حين ترى أحزاب العدل والوعي أن الفعل هو ما يصنع السياسة، يبدو أن الحركة المدنية لا تزال أسيرة حسابات نخبوية وتوازنات داخلية تجعلها أقرب إلى حالة فكرية جامدة منها إلى كيان سياسي حيّ.

 

الواقع السياسي لا ينتظر المتأخرين، ومن لا يملك رؤية ولا حركة، لن يملك يومًا تأثيرًا حقيقيًا، حتى ولو أُتيحت له المنصات. ومن يراقب المشهد اليوم، يدرك أن المستقبل لا يُمنح للأكثر تنظيرًا، بل للأكثر قدرة على الحركة والاقتراب من الناس

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق