من الوعود إلى الاستراتيجيات.. تناقضات ترامب تجاه القضية الفلسطينية
تتجلى التناقضات في السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية في القرارات التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب خلال ولايتيه، ففي الولاية الأولى، اتخذ ترامب قرارًا تاريخيًا بإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل، مما أثار ردود فعل غاضبة على الصعيدين العربي والدولي، حيث اعتُبر هذا الاعتراف بمثابة تجاهل لحقوق الفلسطينيين ولتطلعاتهم نحو إقامة دولتهم المستقلة.
ومع ذلك، يبدو أن هناك تحولًا مفاجئًا في الموقف خلال الولاية الثانية، حيث تم الحديث عن إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هذه التحولات تعكس عدم الاتساق في السياسة الخارجية الأمريكية وتفتح باب التساؤلات حول نوايا الإدارة بشأن السلام في الشرق الأوسط، ويثير هذا التناقض العديد من النقاشات حول الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه القرارات وتأثيرها على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل
وفي هذا الصدد، علق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، مؤكدًا أنه من الثابت أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل، حيث تعد هذه العلاقة استراتيجية.
وأوضح «الرقب» خلال تصريحات خاصة لصحيفة «مصر تايمز»، أن هناك تناقضات في قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى والثانية، مستعرضًا كيف تضمنت تصريحاته حول تهجير الفلسطينيين من غزة وتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم، ثم الحديث عن تحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، وأثناء ولايته الأولى اعترف بأن "القدس" عاصمة إسرائيل، والآن هناك تسريبات حول اعترافه بالدولة الفلسطينية.
تحديات ترامب مع الزعماء العرب
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أنه إذا جاء ترامب إلى الشرق الأوسط دون مشروع سياسي واضح، فسيواجه تحديات كبيرة مع الزعماء العرب، الذين باتت لديهم مواقف ومسارات محددة، كما أشار إلى أن لغة العنف التي يمارسها الاحتلال لم تعد مقبولة بأي شكل من الأشكال.
وشدد على أن الرئيس الأمريكي يمتلك مصالح مع الدول العربية، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تدرك جيدًا كيفية إرضاء العرب، مؤكدا على ضرورة أن يأتي الرئيس الأمريكي إلى المنطقة وفي جعبته ما يستحق أن يقدمه للقادة العرب.
موقف الولايات المتحدة غير واضح
وأشار الرقب أيضًا إلى حتى الآن لا يزال موقف الولايات المتحدة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية غير واضح، حيث اعترف ترامب خلال ولايته الأولى بأقل من 22% من الأراضي الفلسطينية التاريخية، بما في ذلك أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولفت الرقب إلى أن الاعتراف السياسي فقط، لا يحقق تطلعات العرب والفلسطينيين، حيث يجب أن يتضمن الاعتراف الحقيقي حدودًا تأخذ بعين الاعتبار الجغرافيا التاريخية لدولة فلسطين.
وأختتم «الرقب» بوجود فتور في العلاقة بين نتنياهو وترامب، وخاصة بسبب التفاهمات التي أبرمها نتنياهو مع مستشار الأمن القومي الأمريكي في القضية الإيرانية، بعيدًا عن ترامب، ومع ذلك، أكد الرقب أن تخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل أمر صعب، إذ سيؤدي ذلك إلى انهيار سريع لدولة الاحتلال.
0 تعليق