
جانب من الاستعدادات
كتب - أحمد وفدي
شهدت محافظة الفيوم، صباح اليوم السبت، أجواءً مبهجة واستعدادات مكثفة من قبل الكنائس والمواطنين، استعدادًا للاحتفال بـأحد الشعانين، الذي يوافق غدًا الأحد.وتوافد المواطنون بكثافة على ميادين المدينة ومحيط الكنائس الكبرى لشراء سعف النخيل، وسط مشهد تراثي يعكس التلاحم الاجتماعي والديني المميز لأبناء المحافظة.
وامتلأت الشوارع المحيطة بالكنائس بباعة السعف الذين عرضوا منتجاتهم اليدوية في أشكال فنية متنوعة، من بينها الصلبان الصغيرة، الأساور، الخواتم، والحصير الرمزي، في مشهد أشبه بـالأسواق الشعبية المفتوحة، حيث ارتفعت أصوات الباعة وترددت الترانيم بين المارة.
وقال "جرجس"، أحد باعة السعف، إنه يعمل في هذه الحرفة منذ 13 عامًا، ويبدأ التحضير قبل العيد بأسبوعين، موضحًا أن الحرفة متوارثة تعلمها من والده وأصدقائه، وأن الأسعار تبدأ من 10 جنيهات وتصل إلى 15 جنيهاً، وفقًا للشكل والدقة في التنفيذ. وأكد أن جودة السعف والتصميمات المبتكرة هي ما تجذب الزبائن، وأن الخامات تُجلب مباشرة من الفلاحين، ما يساعد على ضبط الأسعار.
من جانبها، أنهت الكنائس بمراكز محافظة الفيوم كافة التجهيزات لاستقبال المصلين، من تزيين المداخل والساحات بـأغصان الزيتون والورود، إلى تنظيم فرق الخدمة لتيسير إقامة الصلوات والطقوس الدينية بسلاسة. ومن المتوقع أن تشهد الكنائس إقبالاً كبيرًا صباح الأحد، حيث يحمل المصلون السعف داخل الصلوات، في طقس رمزي يمثل استقبال السيد المسيح كملك منتصر بالسلام.
ويظل "أحد الشعانين" مناسبة مميزة تجمع بين الإيمان والفرح والرمزية الروحية، حيث يتحول السعف من مادة نباتية إلى رمز للسلام والمحبة والنصر، في مشهد يعكس عمق الترابط بين أبناء الوطن الواحد.
0 تعليق