أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في تغريدة على منصة X، رفضًا قاطعًا لخطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تهدف إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025.
وصف روبيو القرار بأنه «قرار متهور» وأنه «يخدم فقط دعاية حركة حماس ويُعطّل جهود السلام»، مؤكدًا أنه «صفعة في وجه ضحايا هجمات 7 أكتوبر»
وتأتي تصريحاته بالتوازي مع تصعيد الرد الإسرائيلي على إعلان باريس: حيث اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرنسا بمكافأة «الإرهاب»، محذرًا من أن إقامة دولة فلسطينية في ظل الظروف الراهنة ستكون «منصة لإبادة إسرائيل» وليس شريكًا للسلام، وفقا لرويترز
أكد الرئيس ماكرون، في رسالة موجهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن فرنسا ستقوم بإعلان الاعتراف بفلسطين خلال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح أن الهدف من هذه الخطوة هو إحياء حل الدولتين وتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، مستندًا إلى الالتزام التاريخي لبلاده بتحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة
ويُعد هذا البرنامج خطوة ذات رمزية قوية، إذ تجعل فرنسا أول دولة كبيرة عضو في مجموعة السبع تعتمد هذه الخطوة، وسط أكثر من 140 دولة تعترف بدولة فلسطين رسميًا بالفعل
يتماشى موقف روبيو مع سياسة ثابتة من جانب أوساط أمريكية محافظة رفضت مرارًا الاعتراف الفلسطيني الأحادي الجانب، معتبرةً أنه يُجهض مفاوضات السلام ويمنح حماس شرعية غير مستحقة. وقد سبق لروبيو أن عبر عن معارضته المبدئية لحل الدولتين ورفضه تقريبًا جميع المبادرات الدولية التي لم تكن بتنسيق أمريكي مباشر
من جانبه، دعا ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، والدعوة إلى إعادة إعمار القطاع ضمن رؤية سياسية تشمل الاعتراف المتبادل بالدولتين وإبعاد حزب حماس عن السلطة
يرى روبيو أن إعلان فرنسا سيعزز سردية حماس، ويُعرقل قدرة إسرائيل على ضمان أمنها، في حين تسعى باريس إلى إعادة الزخم إلى مسار التسوية السياسية.
يبقى هذا التباين الدبلوماسي مؤشرًا على مدى الانقسام الدولي بشأن أفضل السبل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة والمفاوضات المتعثرة.
0 تعليق