يبدو أن الرئيس الروسي بوتين قد نجح مؤخرا في كشف الألعاب الخداعية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أُجريت محادثة هاتفية بينهما، استغرقت نحو ساعة، وناقشا خلالها عدة قضايا منها الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى جهود التعاون في مجالات الطاقة والفضاء.
وصف ترامب المكالمة بأنها "خيبة أمل" كبيرة، لافتًا إلى أن بوتين "لا يبدو مهتمًا بوقف الحرب" في أوكرانيا.
من جهته، شدد الكرملين على أن روسيا لن تتخلى عن أهدافها بأوكرانيا، رغم استعدادها لمناقشة "جذور الأزمة" والتفاوض دبلوماسيًا.
وكان ترامب يحاول إقناع بوتين بوقف الحرب على أوكرانيا بحجة أنه أوقف شحنة أسلحة كانت في طريقها للجيش الأوكراني ووفقا للمصادر الروسية فأن إمداد الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا لم يتوقف وأن ما يقوم به ترامب هو خدعه كبرى ولذلك قام الجيش الروسي عقب المحادثة مباشرة في شن أكبر هجوم جوي وصاروخي ضد العاصمة كييف واستخدمت فيه روسيا 540 طائرة مسيرة.
وقال الرئيس الأوكراني إننا تعرضنا لأكبر وأعنف هجوم روسي منذ اندلاع الحرب وأكد الكرملين أن روسيا لن تتخلى أبدا عن أهدافها في الحرب خاصة إزالة كل المخاطر التي تهددها ومن بينها النظام السياسي في أوكرانيا والمتهم بالنازية.
واهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بالخلاف بين الرجلين فقالت رويترز إن المكالمة كانت مخيبة للآمال، واستبعدت الحديث عن توقف شحنات الأسلحة رغم حديث ترامب لاحقًا عن "وقفة مؤقتة".
وأشارت واشنطن بوست إلى أن المكالمة سبقت القصف الروسي المكثف وإن كانت قد استبعدت علاقة ذلك بالمحادثة على الرغم من ذهاب عدد كبير من المراقبين إلى أن بوتين أراد بشكل عملي القول لترامب توقف عن تلك الألعاب التي تقوم بها كلما قررنا ضرب أوكرانيا ردا على الأعمال الإرهابية ضد بلادنا وكانت أوكرانيا قد اغتالت أكبر قائد عسكري روسي في منطقة كوريسك قبل المحادثة بساعات قليلة وحاول ترامب وقف الرد الروسي على حادثة الاغتيال وهو نفس الشيء الذي قام به ترامب قبيل الهجوم الأوكراني الشهر قبل الماضي على الطائرات الروسية الاستراتيجية وتدمير 44 طائرة منها بواسطة عملية استخبارية معقدة شاركت فيها على الأرجح المخابرات الأمريكية ورغم الحديث الإعلامي والعلني عن الخلافات بين ترامب والرئيس الأوكراني زالينسكي وهي المحاولة الخداعية لترامب إلا أنه تم توقيع أكبر عقد أمريكي مع أوكرانيا لاستغلال معادنها الاستراتيجية.
وفي هذا الاتجاه يرى المراقبون أن ترامب استخدم لغة خشنة مع الرئيس الأوكراني بينما يمد بلاده بالأسلحة والتقنيات الحديثة وبالمقابل استخدم مع بوتين لغة ناعمة استهدفت انقاذ أوكرانيا من الهجمات الروسية الكبرى والموسعة وهو ما يبدو أن الرئيس بوتين قد استوعبه تماما عندنا عمد إلى شن أكبر هجوم على أوكرانيا بعد محادثة ترامب له لدقائق قليلة.. وهكذا شعر ترامب بالإحباط، لأنه لم يحرز تقدمًا بعدما فشل في دفع بوتين نحو وقف النار، ويزعم أنه يحاول التوازن بين دعم أوكرانيا وعدم استنزاف المخزون الأمريكي.
وبوتين: مصرّ على أهداف روسيا في أوكرانيا، لكنه لا يستبعد التفاوض السياسي أو طرح أوراق تفاوضية مثل إيران والطاقة.
0 تعليق