شهدت محافظة الفيوم واقعة مؤسفة هزت مشاعر الجميع، بعدما لقي طفل مصرعه إثر تعرضه لتعذيب مروع ومتواصل على يد والده لمدة ثلاثة أيام، داخل منزلهما بقرية منشأة عبد الله التابعة لدائرة مركز شرطة الفيوم. تم نقل جثة الطفل إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، تحت تصرف جهات التحقيق التي باشرت عملها لكشف ملابسات الجريمة.

البداية كانت عندما تلقى اللواء أحمد عزت، مدير أمن الفيوم، إخطارًا من مأمور مركز شرطة الفيوم، يُفيد بورود بلاغ من أحد الأطباء يفيد بوصول طفل جثة هامدة بصحبة والده إلى عيادته الخاصة، وأنه لاحظ وجود آثار تعذيب شديدة على جسد الطفل.

انتقلت على الفور قوة من مركز شرطة الفيوم برفقة سيارة إسعاف إلى العيادة، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام. وبمناظرة الجثمان، تبين وجود إصابات متعددة وكدمات وسحجات تدل على تعرضه للضرب المبرح لفترة زمنية طويلة.

وبمواجهة والد الطفل، أنكر في البداية قيامه بتعذيب نجله، مدعيًا أنه فقد وعيه فجأة، لكن تحت ضغط التحقيقات اعترف أنه اعتاد ضربه طوال ثلاثة أيام متتالية، ظنًا منه أنه وسيلة "تأديب"، حتى سقط الطفل مغشيًا عليه، فحمله وتوجه به إلى الطبيب على أمل إنقاذه، دون أن يدرك أنه كان قد فارق الحياة.

تم تحرير محضر بالواقعة في مركز شرطة الفيوم، وبعرضه على النيابة العامة، أمر وكيل النيابة بندب الطبيب الشرعي لمناظرة الجثة وتحديد سبب الوفاة بدقة، كما أُذن بدفن الجثة عقب إتمام الإجراءات القانونية، وتم التحفظ على الأب المتهم وبدء التحقيق معه رسميًا في اتهامه بقتل نجله.