هل التردد في إكمال صيام عاشوراء يبطله أم يقلل الثواب؟ ..الإفتاء تجيب - اعرف كورة

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

صيام يوم عاشوراء .. يصوم اليوم الألاف من المسلمين هذا اليوم ، والذي يعد من الأيام المباركة التي يُستحب فيها الصيام، يُقبل المسلمون على هذه العبادة العظيمة طلبًا للأجر والثواب، اقتداءً بهدي النبي ﷺ، الذي بيّن أن صيامه يكفّر ذنوب السنة الماضية.

وفي هذا السياق، يثار سؤال بين كثير من الصائمين، وهو: ماذا لو تردد الصائم في إكمال صومه؟ هل يؤثر ذلك على صيامه؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من نوى الصيام ثم فكر في الإفطار أثناء اليوم، ثم عدل عن ذلك واستمر في صيامه، فإن صيامه يظل صحيحًا طالما لم يقم بأي من المفطرات، كالطعام أو الشراب أو غيرها ، أما مجرد التردد أو التفكير في الإفطار، فلا يفسد الصوم ولا ينقص من أجره.

وأضافت الدار أن صيام التطوع من العبادات غير الواجبة، ولذلك لا حرج على من قرر قطعه في أي وقت من النهار، ولا يترتب على ذلك إثم أو قضاء، لكونه سنة يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها.

هل الأكل أو الشرب ناسيًا يفطر

وفي شأن آخر يتعلق بصيام هذا اليوم الفضيل، أكد العلماء، أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء الصوم، سواء كان فرضًا أو تطوعًا، فصيامه صحيح ولا قضاء عليه ولا كفارة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وقوله: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به}.

كما استدل بما روي أن رجلًا قال للنبي ﷺ: "يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيًا وأنا صائم"، فقال له: "أطعمك الله وسقاك"، في إشارة إلى أن النسيان لا يُبطل الصيام.

وأضاف الأطرش أنه إذا تذكّر الصائم أنه صائم أثناء تناوله الطعام أو الشراب، وجب عليه أن يمتنع فورًا ويلفظ ما في فمه، لأن العذر حينها قد زال.

هل يشترط النية في صيام التطوع

وعن مسألة النية، بيّنت دار الإفتاء أن تبييت النية في صيام التطوع ليس شرطًا عند جمهور الفقهاء، إذ يجوز عقد النية في أثناء النهار قبل الزوال، بشرط ألا يكون الصائم قد أتى بأي مفطر منذ الفجر.
وقد استدل العلماء بما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ يومًا: "يا عائشة، هل عندكم شيء؟" فقلت: لا، فقال: "فإني صائم". وهذا الحديث أخرجه مسلم، ويدل على جواز النية المتأخرة في صيام التطوع.

ومع ذلك، أشارت دار الإفتاء إلى أن من نوى الصيام قبل الزوال دون أن يكون قد تناول شيئًا من المفطرات، فإن صومه صحيح، لأن معظم النهار لا يزال متبقيًا، كما هو الحال في إدراك ركعة من الصلاة.

وأكدت دار الإفتاء بأن صيام يوم عاشوراء من أعظم الأعمال تطوعًا، وأن الشريعة راعت اليسر والرحمة في أحكامه، داعيةً إلى اغتنام هذا اليوم المبارك بالطاعة، والدعاء، والتوسعة على الأهل، كما ورد عن النبي ﷺ: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق