قدّمت طالبة بجامعة بورسعيد اعتذارًا رسميًا لأهالي المحافظة، بعد موجة من الغضب الشعبي والجدل الواسع الذي أثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتشار مقطع فيديو وُصف بأنه يحمل إساءة لمدينة بورسعيد وتاريخها الوطني.
الطالبة "ر. أ."، وهي مقيدة بالمستوى الثالث بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة بورسعيد، ظهرت في فيديو جديد نشرته عبر صفحتها الشخصية، لتوضيح ملابسات الفيديو القديم المتداول.
وقالت: "أنا آسفة جدًا، الفيديو ده قديم واتنشر من غير علمي، وكنت بهزر ومكنتش أقصد أُهين أي حد، خصوصًا أهل بورسعيد اللي ليهم كل الاحترام والتقدير".
وأضافت الطالبة، في سياق اعتذارها، أنها تعتبر بورسعيد واحدة من أهم المحافظات المصرية التي تحمل تاريخًا نضاليًا مشرفًا، قائلة: "بورسعيد بلد الأبطال، والتضحيات اللي حصلت على أرضها محفورة في تاريخ مصر، ومحدش يقدر ينكر ده، سواء من أبناءها أو من أي مكان تاني".
وأوضحت أن ما جاء في الفيديو المتداول لم يكن إلا مزاحًا خارج السياق، وأنه زلة لسان لا تعبّر عن قناعاتها الحقيقية، مؤكدة على أنها لا تقصد الإساءة بأي شكل من الأشكال، وأنها تكنّ كل الحب لأهل المدينة التي تدرس بها منذ سنوات.
من جهته، علّق رئيس جامعة بورسعيد، الدكتور شريف صالح، على الواقعة مؤكدًا أن الجامعة لا تقبل بأي تجاوز من طلابها، وأن ما تم تداوله يخالف القيم الأخلاقية والسلوكية للمؤسسة التعليمية.
وقال في تصريحات صحفية: "الجامعة قررت تحويل الطالبة للتحقيق، وتم توجيه الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الواقعة، لأن السلوك غير المسؤول من أي طالب مرفوض تمامًا، والطالب يُعتبر سفيرًا لقيم جامعته".
وبالفعل، علّقت كلية الآداب ورقة رسمية على أحد أبواب دخول الطلاب تُلزم الطالبة بالحضور إلى مكتب وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب صباح الأحد الموافق 6 يوليو في تمام الساعة 11 صباحًا، وذلك للتحقيق معها رسميًا، على أن تتم الإجراءات وفقًا للوائح والقوانين المعمول بها داخل الجامعة.
وكان الفيديو المتداول قد أظهر الطالبة وهي تقول: "لا بحب بورسعيد ولا ناسها"، في مقارنة وصفت فيها مدينة المنصورة بـ"خط النار"، وهو ما اعتبره كثيرون إهانة غير مبررة لمحافظة لها تاريخ نضالي ووطني طويل، أدى إلى ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من أهالي بورسعيد الذين عبّروا عن استيائهم الشديد من محتوى الفيديو.
وعبّر عدد كبير من المواطنين عن رفضهم التام لأي محاولة للتقليل من قيمة بورسعيد أو المساس بتاريخها، مؤكدين أن المدينة التي قدّمت الشهداء، وصمدت في وجه العدوان، لا تستحق أن تكون موضع سخرية أو تهكّم.
وطالب رواد مواقع التواصل بضرورة محاسبة كل من يتجاوز بحق أي محافظة مصرية، وعدم السماح بإثارة الفتن أو الخلافات بين أبناء المحافظات، خاصة بين محافظتي الدقهلية وبورسعيد، اللتين تربط بينهما علاقات اجتماعية وإنسانية قوية.
في المقابل، أكدت مصادر مسؤولة داخل جامعة بورسعيد أن ما حدث لا يمثل إلا شخصًا بعينه، وأن العلاقة بين أبناء المحافظات تظل فوق أي تجاوز فردي، مشيرة إلى أن الجامعة ماضية في اتخاذ ما يلزم من إجراءات تضمن احترام الكيان التعليمي، وتعزّز مناخ الانضباط والاحترام المتبادل بين طلابها.
0 تعليق