أكدت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية، أن حالة التفكك المجتمعي التي يشهدها العصر الحديث أسهمت في عزل الأسرة وتراجع دورها التربوي بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أن الأسرة لم تعد محاطة بالدعم المجتمعي كما كان في السابق، مما جعل الأب والأم يواجهان الضغوط بمفردهما، في ظل غياب الحاضنة الاجتماعية.
وأوضحت شبانة خلال مشاركتها حوار تليفزيوني، أن التكنولوجيا، رغم مزاياها العديدة، لعبت دورًا سلبيًا في تقليص مساحة التواصل الحي بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الأسرة ومحيطها المجتمعي، وهو ما تسبب في تراجع مستوى الترابط الإنساني والتفاعل الطبيعي، ما أدى بدوره إلى زيادة الضغط النفسي على الأبوين.
وأضافت أن هذا التغير لا يقتصر فقط على شكل العلاقات، بل يمتد ليؤثر على المحتوى التربوي نفسه، حيث أصبح الطفل اليوم يتلقى معلوماته وسلوكياته من مصادر رقمية مفتوحة، في غياب رقابة حقيقية أو توجيه مباشر من الوالدين المنشغلين بملاحقة متطلبات الحياة اليومية.
واختتمت بالتأكيد على أن استعادة التوازن داخل الأسرة تتطلب وعيًا نفسيًا جماعيًا بأهمية إعادة بناء روابط التواصل، وتقليص الاعتماد على التكنولوجيا في إدارة الحياة الأسرية، والعودة إلى جوهر العلاقات الإنسانية القائمة على الحضور والدعم والتفاعل الحقيقي.
0 تعليق