ترامب يتعهد بإنهاء حرب غزة خلال أيام| هل تفرض أمريكا كلمتها على نتنياهو؟.. خبير استراتيجي يعلق - اعرف كورة

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

مع مرور الوقت، تزداد مشاهد الدمار والدماء في قطاع غزة دون نهاية تلوح في الأفق. وبينما يتصاعد الغضب الشعبي وتتعمق الفجوة السياسية، خرج زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بتصريح لافت يدعو فيه إلى ضرورة عقد صفقة لاستعادة الرهائن ووقف الحرب، وهو ما اعتبره كثيرون تحولًا مهمًا في لهجة الخطاب السياسي داخل إسرائيل. 

في المقابل، يبرز دور الولايات المتحدة الأمريكية كمفتاح محتمل لإنهاء النزاع، إلا أن الطريق نحو السلام لا يزال محفوفًا بالتعقيدات، رغم تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء حرب غزة خلال الأسبوع المقبل.

لابيد: الحرب بلا جدوى.. والبديل غير موجود

وفي تصريحات نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قال يائير لابيد إن الحرب الدائرة لم تعد تحقق أي فائدة، بل تتسبب في مزيد من "الخراب والدمار الأمني والدبلوماسي والاقتصادي". وأكد لابيد أنه لا يمكن القضاء على حركة حماس طالما لا توجد حكومة بديلة في غزة، مشيرًا إلى أن هذا هو أيضًا موقف المؤسسة العسكرية في إسرائيل.

وأضاف زعيم المعارضة: "يجب على الجيش إعادة تموضعه على الحدود مع القطاع، وصياغة خطة طويلة المدى تستهدف إنهاء وجود حماس عبر تشجيع الهجرة الطوعية، بدلًا من الانجرار وراء أوهام السيطرة الدائمة التي يروج لها وزراء اليمين المتطرف". كما حذر من استمرار سقوط الجنود الإسرائيليين في حرب بلا نهاية.
 

النفوذ الأمريكي.. قوة لا تُترجم دائمًا إلى تأثير حاسم

من جانبه، يرى اللواء نبيل السيد الخبير الاستراتيجي، أن الولايات المتحدة تمتلك بالفعل أوراق ضغط هائلة على إسرائيل، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، بحكم التحالف الاستراتيجي والدعم الكبير الذي تقدمه لها. إلا أن هذا النفوذ لا يترجم دائمًا إلى قدرة حاسمة على كبح جماح الآلة العسكرية الإسرائيلية، خاصة إذا اعتبرت تل أبيب أن أمنها القومي على المحك.

ويشير السيد، في تصريحات خاصة لصدى البلد، إلى أن القيادة الإسرائيلية كثيرًا ما تتصرف بشكل منفصل عن التوجهات الأمريكية، خصوصًا عندما تكون مقتنعة بأن الحسم العسكري يخدم أهدافها طويلة الأمد في قطاع غزة أو على المستوى الإقليمي.

دور العرب في الوساطة.. عنصر لا غنى عنه

ويرى اللواء نبيل السيد أن أحد المفاتيح الأساسية لنجاح أي جهد أمريكي يتمثل في التنسيق مع الدول العربية، والتي تلعب دورًا محوريًا في الوساطة، لما لها من علاقات مباشرة ومؤثرة مع الفصائل الفلسطينية. هذا التعاون قد يُسهم في تقريب وجهات النظر وفرض تهدئة مؤقتة قد تُمهد لاحقًا لتفاهمات أوسع.

شروط النجاح.. تهدئة مشروطة برغبة الأطراف

ويؤكد السيد أن الولايات المتحدة قادرة على دفع إسرائيل نحو التهدئة، لكنها لن تنجح في إنهاء الحرب بشكل كامل ومُستدام، ما لم تتحقق شروط أساسية. في مقدمة هذه الشروط، رغبة إسرائيلية حقيقية في التهدئة، ومشاركة عربية فاعلة، بالإضافة إلى تقديم ضمانات تُرضي الطرف الفلسطيني وتراعي مطالبه.

وبين النفوذ الأمريكي والتعقيدات الميدانية والسياسية، تبدو مهمة واشنطن لوقف الحرب في غزة شديدة الصعوبة. فالأمر لا يتعلق فقط برغبة دولية، بل بتشابك مصالح، وحسابات أمنية، ومعادلات إقليمية تتجاوز قدرة طرف واحد على الحسم. ومع استمرار المعاناة الإنسانية، تبقى الحاجة ماسة إلى حلول جادة، ومساعٍ متكاملة تعيد للمنطقة شيئًا من الاستقرار الغائب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق