12 عاما على ثورة الشعب| مصر تنتصر على مشروع الجماعة.. وباحث: نهجهم كان قائما على التناقض - اعرف كورة

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تحل غدا الذكرى الثانية عشرة لـ ثورة 30 يونيو 2013، التي شكلت لحظة فارقة في تاريخ الدولة المصرية، حيث أسقطت نظاما فاشيا كاد أن يجر البلاد نحو المجهول، لولا نزول ملايين المصريين إلى الشوارع في مشهد وطني غير مسبوق، مدعوما من القوات المسلحة المصرية التي انحازت إلى إرادة الشعب.

وفي هذا الصدد، قال منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن منذ تأسيس جماعات الإخوان عام 1928 على يد حسن البنا، لم تكن جماعة إصلاحية كما حاولت الترويج لنفسها، بل كانت منذ نشأتها كيانا أيديولوجيا يحمل أهدافا سياسية واضحة، اتخذ من الدين غطاءا للوصول إلى السلطة، ولم تتردد الجماعة، في سبيل تحقيق هذا الهدف، في استخدام العنف كأداة رئيسية ضمن استراتيجيتها.

وأضاف أديب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه على مدار تاريخها، تبنت الجماعة نهجا مزدوجا قائما على التناقض بين القول والفعل، فهي تعلن أمام العلن التزامها بالسلمية والديمقراطية، بينما تسعى في الخفاء إلى إنشاء كيان موازي لمؤسسات الدولة، بهدف تقويضها من الداخل وإسقاطها تدريجيا. 

وأشار أديب، إلى أنه قد كشفت الوقائع، خاصة في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، الوجه الحقيقي لهذا التنظيم، حيث تورّط في أعمال عنف وتحالف مع تنظيمات إرهابية محلية ودولية، ما أكد طبيعة مشروعه التخريبي.

وتابع: "فالإخوان لا تعد مجرد جماعة سياسية، بل هي مشروع فكري قائم على التحريض والانقسام، يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار الدول والمجتمعات، ومن هنا، فإن مواجهته لا يجب أن تقتصر على البعد الأمني فقط، بل ينبغي أن تمتد إلى الجوانب الفكرية والثقافية، من خلال تفكيك خطابه المزدوج وكشف تاريخه الحقيقي، الذي لطالما اتسم بالعنف والتطرف والتسلل باسم الدين".

لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد انتفاضة شعبية ضد حكم جماعة متطرفة، بل كانت نقطة انطلاق نحو إعادة تأسيس الدولة على أسس قوية، فبعد استعادة الاستقرار السياسي، شرعت الدولة، بدءا من عام 2014، في تنفيذ خطة شاملة للنهوض بكافة قطاعات الحياة، عبر إطلاق سلسلة غير مسبوقة من المشروعات القومية التي شملت البنية التحتية، الطاقة، الصحة، التعليم، الإسكان، الزراعة، وغيرها من القطاعات الحيوية، ضمن رؤية تهدف إلى ترسيخ مقومات الدولة الحديثة.

لقد استطاعت الثورة أن تقضي على مشروع جماعة الإخوان، الذي سعى بكل قوة إلى طمس الهوية الوطنية، عبر محاولات مستميتة لأخونة مؤسسات الدولة وفرض رؤيتهم الأيديولوجية باسم الدين. 

فطوال فترة حكمهم، روجت الجماعة لنفسها باعتبارها المتحدث الرسمي باسم الدين الإسلامي، ورفعت شعار "الإسلام هو الحل"، مستغلة المشاعر الدينية لتحقيق أهداف سياسية، غير أن ممارساتهم أثبتت أن الدين لم يكن سوى وسيلة لفرض السيطرة، فالإسلام براء من فكرهم وسلوكهم القائم على التكفير والتحريض والعنف.

ومن أبرز تجليات محاولات السيطرة، سعي الجماعة إلى "أخونة" مفاصل الدولة عبر الدفع بعناصرها في الوزارات، المحافظات، والمؤسسات التشريعية، وخاصة في مجلسي الشعب والشورى. 

كما لم تكتف بذلك، بل حاولت التدخل في شؤون القضاء، وهو ما ظهر بوضوح في إصدار الرئيس المعزول محمد مرسي ما عرف بالإعلان الدستوري المكمل في نوفمبر 2012، والذي شمل عزل النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وتعيين آخر بديلا عنه، في محاولة للهيمنة على السلطة القضائية، قبل أن يتم إلغاء القرار بحكم قضائي يعيد الأمور إلى نصابها.

وتعد الأيام السابقة لثورة 30 يونيو، وتحديدا يوم 29 يونيو 2013، من أكثر اللحظات توترا في تاريخ البلاد الحديث، حيث بلغ الغضب الشعبي مداه، وتصاعدت حدة المواجهات بين المتظاهرين وأنصار جماعة الإخوان، ما أسفر عن سقوط قتلى ومئات المصابين في مختلف المحافظات.

 وانتشرت مشاهد الفوضى، وعم الخوف الشارع المصري،  محطات الوقود شهدت طوابير امتدت لكيلومترات، وارتفعت المخاوف من اختفاء البنزين، وانتشرت مظاهر الانفلات الأمني، فيما تدافع المواطنون على المتاجر والمصارف لتخزين السلع خوفا من مستقبل غامض.

في ذات الوقت، تواترت الأنباء عن استعداد الجماعة لإعلان اعتصام مفتوح في ميدان رابعة العدوية، بينما كانت مجموعات "تمرد" تحمل النظام القائم آنذاك المسؤولية الكاملة عن حالة التدهور والدماء التي سالت.

 والمشهد العام كان ينذر بانفجار وشيك، الاحتجاجات تتوسع، العنف يتصاعد، الجماعات المتطرفة التي اختفت منذ التسعينيات بدأت تطفو على السطح لتتحالف مجددا مع الإخوان، بينما كان الجيش المصري في حالة استنفار قصوى، يراقب الأوضاع عن كثب بطائراته، استعدادا لأي طارئ.

 وفى مارس عام 2013، حاصر المئات من جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات الإسلامية الداعمة لها مقر مدينة الإنتاج الإعلامى بحجة معارضتها للرئيس المعزول محمد مرسى، وأعلنوا الاعتصام أمام أبوابها فى شكل غير حضارى لا يعبر عن مصر، حيث رأت جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها أنهم بحصارهم لمدينة الإنتاج الإعلامى يقومون بتطهير الإعلام فى هذه الفترة، على حد قولهم.

ومع كل هذه الأحداث المتلاحقة فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية، رفض المصريون كل محاولات جماعة الإخوان الإرهابية طمس الهوية المصرية، لكي يستعيد المصريون هويتهم من جديد بعد نزولهم إلى كل ميادين مصر للاحتشاد فى ثورة 30 يونيو لكى يعلنوا رفضهم لحكم جماعة الإخوان الإرهابية الدينية الفاشية، والتى نصبت نفسها أنها الجماعة المحافظة على الدين الإسلامى، إلا أنها للأسف أساءت للدين الإسلامى بأفعالها وجرائمها الإرهابية.

إلا أن الشعب المصرى العظيم الأبى نجح بكل اقتدار بمساعدة القوات المسلحة ممثلة فى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي فى إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم لكى يكتب شهادة وفاتهم إلى الأبد، بعد أن لفظهم الشعب المصرى واستطاع أن يثبت للعالم كله أنه قادر على التغيير فى أى وقت طالما هناك الإرادة الحقيقية للتغيير واستعادة الوطن من براثن جماعة الإخوان الإرهابية التى حاولت اختطاف الوطن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق