يمثّل العمل التطوعي إحدى الركائز الأساسية لبناء المجتمعات القوية والمترابطة، فهو تجسيد حقيقي لقيم الانتماء والمسؤولية، ومحرك فعّال للتغيير المجتمعي والتنمية المستدامة. فحين تتكامل جهود الأفراد والمؤسسات في خدمة الآخرين، تُخلق فرص جديدة، وتُبنى جسور من الثقة، ويُعاد تشكيل واقع أكثر عدالة وإنسانية.
في خطوة غير مسبوقة بتاريخ القطاع المصرفي، وتجسيدًا لرؤية تنموية تضع الإنسان في قلب الأولويات، وقّع قطاع المسؤولية المجتمعية بالبنك المركزي المصري – برئاسة الدكتورة غادة توفيق – بروتوكول تعاون استراتيجي مع مؤسسة “حياة كريمة”، ضمن شراكة وطنية تهدف إلى إحداث أثر حقيقي ومستدام في حياة الفئات الأكثر احتياجًا، وذلك من خلال مبادرة “معًا نصنع أثرًا” التي أطلقها البنك المركزي لتعزيز دوره في التنمية المجتمعية.
ويستهدف البروتوكول تنفيذ مبادرات متكاملة في مجالات التعليم، الصحة، والتمكين الاقتصادي، بهدف تعزيز قدرات الأفراد، وبناء مجتمع منتج ومتماسك، وقادر على مواجهة التحديات. هذه المبادرات ترتكز على مفاهيم التنمية الشاملة، وتسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في الإنسان كأولوية قصوى.
ويشمل البروتوكول مشاركة موظفي البنك المركزي وأسرهم في الأنشطة التطوعية التي تنفذها المؤسسة، حيث يمثل العنصر البشري داخل البنك المركزي أحد أهم الأصول التي يمكن توظيفها في خدمة المجتمع، من خلال المشاركة التطوعية الفاعلة في أنشطة ميدانية تشمل حملات الدعم المجتمعي، والبرامج التوعوية، وخدمة الفئات المستهدفة بشكل مباشر. فالعقول والطاقات الشابة لا تُقدّر بثمن، وإذا تم توجيهها بشكل صحيح، يمكن أن تُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة الناس.
وتتولى مؤسسة “حياة كريمة” تنظيم هذه الأنشطة والإشراف على فرق العمل التطوعية، بالتنسيق مع البنك، لضمان تحقيق أثر ملموس وفعّال على الأرض.

0 تعليق