قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الهجرة النبوية الشريفة كانت تحولًا تاريخيًا عظيمًا في مسيرة الدعوة الإسلامية، مشيرًا إلى أنها لم تكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل مثلت النقلة الفارقة من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة.
وأضاف خلال تغطية حاصة بمناسبة العام الهجري الجديد، على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "الهجرة كانت نقطة تحول كبيرة جدًا جدًا في حياة الدعوة الإسلامية وفي مسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا لما انتقل النبي إلى الرفيق الأعلى، اجتمع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ليتفقوا على وضع تقويم خاص بهم كأمة إسلامية مستقلة، تقويم يُنسب إلى حدثٍ عظيم في تاريخهم".
وأوضح أن الصحابة دار بينهم النقاش: هل يبدأ التقويم من مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم من بعثته؟ أم من وفاته؟ أم من هجرته؟ "فاستقر رأيهم أخيرًا على أن الهجرة النبوية هي الحدث الجلل الذي غيّر شكل الدعوة، وحوّلها من مجرد دعوة إلى كيانٍ ودولةٍ ونظام، ولهذا اتُّفق على أن تكون الهجرة هي بداية التقويم الإسلامي، الذي سُمي بعد ذلك بالتقويم الهجري".
وأكد د. فخر أن هذا الاختيار يدل على فقه الصحابة وعظيم إدراكهم لأثر الهجرة في بناء الأمة، مشيرًا إلى أن الهجرة جمعت بين المعنى الدعوي والمعنى السياسي المؤسس للدولة الإسلامية، فاستحقت أن تكون هي لحظة الانطلاق الزمني للأمة الإسلامية.
0 تعليق