تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة سعاد حسني، أيقونة الجمال والعفوية، التي خطفت القلوب منذ ظهورها الأول، واستحقت بجدارة لقب "السندريلا" بجمالها الطبيعي وموهبتها الفذة، جسدت سعاد شخصيات متعددة للمرأة المصرية، من الفتاة الريفية البسيطة إلى السيدة العصرية المتحررة، لتصبح حلمًا يراود أجيالًا متتالية ورمزًا خالدًا في ذاكرة الفن العربي.

من بين اللحظات التي لا تُنسى في مسيرتها، ذلك اللقاء التليفزيوني النادر مع الفنانة ميرفت أمين، عندما كانت الأخيرة تقدم برنامج "سينما القاهرة" على شاشة التلفزيون المصري.

 ظهرت سعاد متألقة كعادتها، وتحدثت عن تكريمها الأخير بعد حصولها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "شروق وغروب"، كما فتحت قلبها حول معاييرها في اختيار أدوارها المستقبلية.

لكن اللافت في هذا اللقاء، كان سؤالًا شخصيًا ومفاجئًا من ميرفت أمين، حين سألتها وهي تبتسم: "مش ناوية تبقي أم قريب؟"، في توقيت كانت فيه سعاد متزوجة من المخرج علي بدرخان. بدت علامات الحرج على وجه سعاد، لترد بخجل وهدوء: "ناوية إن شاء الله.. بس لما ربنا يريد."

سعاد حسني كانت كما وصفها النقاد "ألف وجه في وجه"، إذ تألقت في أدوار الفتاة الرومانسية في أفلام مثل "حسن ونعيمة" و"الزواج على الطريقة الحديثة"، وعبّرت بصدق عن معاناة البنت المقهورة في "خلي بالك من زوزو" و"أميرة حبي أنا"، بينما برعت في تجسيد الألم النفسي في "بئر الحرمان".

وفي مسلسلها الشهير "هو وهي" مع النجم الراحل أحمد زكي، أبدعت في تقمص أكثر من شخصية، ما بين الفلاحة، والمعلمة، والمطلقة، والحالمة، لتبرهن على تنوعها الفني وقدرتها على لمس وجدان الجمهور في كل دور.

قدّمت سعاد أعمالًا خالدة أمام كبار النجوم مثل رشدي أباظة، أحمد مظهر، عماد حمدي، عادل إمام، نور الشريف، حسين فهمي، يوسف شعبان وغيرهم، وعمل معها كبار المخرجين، أبرزهم يوسف شاهين، علي بدرخان، سمير سيف، وغيرهم من رواد السينما.