قال الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، إن نظرية "ولاية الفقيه" تُعد من أبرز العوامل التي ساهمت في تطور النظام السياسي في إيران، مشيرًا إلى أن هذه النظرية لها جذور تعود إلى العصر الصفوي، حيث كان الحاكم يُنظر إليه باعتباره "مقدسًا".
وأوضح "لاشين"، خلال حواره مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن مفهوم الولاية الفقهية لم يظهر دفعة واحدة، بل تطور تدريجيًا عبر مراحل متعددة، واتخذ أشكالًا متنوعة حتى وصل إلى ما يُعرف اليوم بـ"الولاية الكاملة"، وهو النموذج الذي تتبعه إيران حاليًا ويمنح المرشد الأعلى صلاحيات مطلقة دينية وسياسية.
وأضاف أن التيار الديني في إيران لم يظهر فجأة مع وصول المرشد علي خامنئي إلى السلطة، بل كان قائمًا وله امتداداته الفكرية والعقائدية قبل ذلك بسنوات، مؤكدًا أن هذا التيار يُشكّل أحد أعمدة النظام الإيراني.
وتابع: "إيران تتعامل مع الحرب الجارية باعتبارها حربًا مقدسة، ويُروّج لهذا الخطاب بقوة من خلال التلفزيون الرسمي وخطب الجمعة، وعلى ألسنة قادة الحرس الثوري، حيث يتم تصويرها على أنها المعركة الكبرى التي تسبق ظهور المهدي المنتظر"، مشيرًا إلى أن المواطنين الإيرانيين يتفاعلون مع هذه الرسائل العقائدية.
واستكمل: الخطاب العقائدي بات سمة مشتركة بين إيران وإسرائيل في الصراع المحتدم بينهما، حيث يلجأ الطرفان إلى توظيف الأبعاد الدينية لتبرير الحرب وحشد الدعم الداخلي، مشددًا في ختام حديثه على أن الخطر الحقيقي الذي تمثله إيران لا يكمن فقط في عقيدتها أو خطابها، بل في ملفها الصاروخي المتنامي.
0 تعليق