في تصعيد غير مسبوق، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية اليوم الأحد، أن القوات المسلحة أطلقت عشرات الصواريخ الباليستية من مختلف مناطق البلاد باتجاه أهداف حيوية داخل إسرائيل، في ردّ مباشر على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية خلال الأيام الماضية.
العملية التي وصفتها طهران بـ"الرد المشروع" جاءت تحت مسمى "وعد الصادق 3"، وشاركت فيها ترسانة واسعة من الصواريخ، من بينها "الحاج قاسم"، و"عماد"، و"خيبر" — وهي صواريخ دقيقة الإصابة، يصل مداها إلى أكثر من 1200 كيلومتر، بحسب تقارير وكالة فارس وشبكة "برس تي في".
في الوقت ذاته، أفاد مراسل قناة العربية بأن الصواريخ استهدفت مواقع مرجّحة في العمق الإسرائيلي، على رأسها تل أبيب، حيفا، ومواقع عسكرية حساسة في الجنوب، ما يعكس تحولًا في قواعد الاشتباك بين الجانبين، وجرأة غير معهودة في توجيه الضربات المباشرة.
أما في الجانب الإسرائيلي، فقد أُطلقت صافرات الإنذار في معظم المدن الكبرى، وتدخلت منظومة "القبة الحديدية" لاعتراض جزء من الصواريخ، إلا أن وسائل إعلام عبرية اعترفت بوقوع أضرار مادية وإصابات بشرية، فيما دوّت انفجارات في القدس وتل أبيب، وفق ما أوردته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وتطلق إيران ضربات دقيقة ومتزامنة، من منصات متعددة، تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ظهر جليًا من استخدام أكثر من 100 مسيّرة بالتوازي مع الصواريخ، كما ذكرت وكالة CBS.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة عمليات إسرائيلية استهدفت منشآت إيرانية نووية وشخصيات عسكرية رفيعة، منها ما وُصف بـ"عملية نوعية" داخل الأراضي الإيرانية. ما دفع طهران للرد بقوة، وهو ما يُنذر بتحول المواجهة إلى نزاع مفتوح قد يمتد إقليميًا.
في السياق الدولي، توالت التحذيرات من العواصم الغربية. فقد دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى وقف فوري للتصعيد، في حين أعلنت واشنطن أنها ساهمت في اعتراض بعض الصواريخ الإيرانية فوق الأجواء الإسرائيلية، ما يفتح الباب أمام تورّط مباشر للقوى الكبرى في حال استمر التصعيد.
0 تعليق