في مشهد أقرب للكوابيس منه للواقع، شهد قسم شرطة الوراق واحدة من أبشع الجرائم التي يمكن أن تسجل في دفاتر الإنسانية، بطلتها فتاة في أواخر العشرينيات من عمرها، وضحيتها أيضًا، بعدما تحولت من ابنة إلى مدمنة، ثم إلى ضحية اغتصاب حملت فيه من والدها.
حكاية فتاة الوراق مع والدها
قبل خمسة أشهر، دبّت الخلافات الزوجية بين الفتاة وزوجها، فقررت ترك منزل الزوجية واللجوء إلى والدها، على أمل أن تجد عنده الأمان والاحتواء، كما اعتادت أن تراه طَوال عمرها. لكنها لم تكن تعلم أن البيت الذي لجأت إليه سيكون بداية السقوط في هاوية لا قاع لها.
وفقًا لما ورد في أقوال المجني عليها، استغل والدها حالتها النفسية المنهارة وبدأ في التقرب منها بشكل مريب، حتى أقنعها بتجربة مخدر "الآيس"، لتدخل بعدها في دوامة إدمان كاسحة. وداخل هذه الدوامة، بدأ الشيطان الأب يقترب أكثر، حتى تمكن من اغتصابها مرارًا، مستغلًا غياب وعيها وضعفها الكامل تحت تأثير المادة المخدرة.
الصدمة الكبرى لم تكن في ما حدث، بل في ما اكتشفته لاحقًا؛ حين بدأت أعراض الحمل تظهر عليها، وتأكدت بعد إجراء الفحوصات الطبية أنها حامل، لا من زوج، ولا من غريب، بل من والدها.
حين لم تجد سبيلًا للسكوت، قررت أن تضع حدًا للكابوس، وتوجهت إلى قسم شرطة الوراق، حيث كانت وحدات المباحث في خضم استعداداتها لتأمين عيد الأضحى. دخلت الفتاة القسم مترنحة، تتلعثم في خطواتها وكلماتها، حتى وقف أمامها أحد ضباط الاستيفاء وسألها:"مالك؟"
فردت بكلمات ثقيلة، خرجت من فمها وكأنها تكسر جدار صمت طويل: "أبويا أدّاني آيس، وخلاني مدمنة، واغتصبني كذا مرة.. وأنا حامل منه."
أرفقت الفتاة أقوالها بتقارير طبية تؤكد واقعة الحمل، فتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق. كما تم القبض على المتهم وإحالته إلى جهات التحقيق المختصة، وسط مطالبات واسعة بتوقيع أقصى عقوبة على من يُفترض أن يكون "الأمان"، فإذا به يتحول إلى "الوحش".
القضية لا تزال قيد التحقيق، إلا أن آثارها النفسية والمجتمعية تسبق كل محاضر النيابة، في مشهد يعيد طرح السؤال المؤلم: ماذا تبقّى من مفهوم الأبوة حين يتحول البيت إلى ساحة للجريمة.
0 تعليق