ذكرى ميلاد زيزي البدراوي.. الأثر الطيب لفراشة الشاشة ـ اعرف كورة

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تحلّ اليوم ذكرى ميلاد الفنانة المصرية زيزي البدراوي، إحدى أبرز نجمات السينما المصرية في عصرها الذهبي، تميزت بأدائها الرقيق وملامحها البريئة، لكنها في الوقت ذاته، امتلكت حضورًا قويًا مكنها من تقديم أدوار درامية مؤثرة.
لم تكن زيزي البدراوي مجرد ممثلة، بل كانت إنسانة راقية في تعاملها، صاحبة مواقف نبيلة تركت بصمتها في الوسط الفني والإنساني.


بداية مبكرة واسم حركي اُختير بعناية

وُلدت زيزي البدراوي في القاهرة يوم 9 يونيو 1944، واسمها الحقيقي كان فدوى جميل البيطار، اختارت لنفسها اسمًا فنيًا مستلهمًا من شخصية جسدتها في أحد أفلامها الأولى، حيث ظهرت لأول مرة في فيلم "بورسعيد" من إخراج عز الدين ذو الفقار، ولاحظ المخرج حسن الإمام موهبتها، ومنحها الفرصة في دور ثانٍ ضمن فيلم "عواطف"، لتبدأ من هنا مسيرتها التي استمرت لعقود.


محطات فنية بارزة وتنوع في الأدوار

شهدت مسيرة زيزي البدراوي العديد من المحطات المهمة التي رسّخت مكانتها في السينما المصرية، خاصةً خلال فترة الستينيات، لعبت أدوار الفتاة الطيبة، الرومانسية، وأحيانًا المظلومة، لكنها استطاعت أيضًا كسر النمط في أدوار محددة أظهرت قدراتها التمثيلية المتنوعة.


من أبرز أفلامها:


"السبع بنات" (1961): أدّت فيه دورًا مميزًا ضمن مجموعة من الوجوه النسائية التي شكّلت ظاهرة في السينما وقتها.

"الحب الضائع" (1970): شاركت في بطولة جماعية أمام رشدي أباظة وسعاد حسني، ونجحت في تجسيد شخصية مؤثرة ضمن مثلث عاطفي معقد.

"الزوجة الثانية" (1967): رغم أن مشاركتها فيه لم تكن البطولة المطلقة، إلا أن أداؤها كان له وقع خاص وسط تركيبة درامية قوية.

لم تقتصر مساهماتها على السينما فقط، بل كانت أيضًا جزءًا من الدراما التلفزيونية منذ بدايتها، حيث شاركت في مسلسلات مثل "ليالي الحلمية"، "المال والبنون"، و"حضرة المتهم أبي"، ونجحت في كسب قلوب جيل جديد من المشاهدين في مراحل عمرية متقدمة.


تجربة المسرح والدراما التلفزيونية

إلى جانب السينما، كانت لزيزي البدراوي إسهامات في المسرح والتلفزيون، حيث ظهرت في عدد من العروض المسرحية في الستينيات، غير أن حضورها الأبرز كان من خلال الدراما التلفزيونية التي لاقت رواجًا واسعًا في فترة الثمانينيات والتسعينيات.


وقد ساهمت هذه الأعمال في استمرار تواصلها مع الجمهور المصري والعربي رغم تغيّر الأجيال.


وامتازت زيزي بأداء تلقائي وهادئ، وتمكنت من تقديم شخصيات الأم، والسيدة الحكيمة، والزوجة المتفهمة، دون مبالغة أو تصنع، مما أكسبها احترام النقاد والجمهور على حد سواء.

 

مواقف إنسانية تعبّر عن عمق شخصيتها

إلى جانب نجاحها الفني، عُرفت زيزي البدراوي بكونها إنسانة ذات قلب كبير، لها مواقف إنسانية مشهودة، كانت داعمة بقوة لزملائها من الفنانين، خاصةً أولئك الذين مرّوا بظروف صحية أو مادية صعبة في سنواتهم الأخيرة، لم تكن تتردد في زيارة منازلهم، أو دعمهم معنويًا وماديًا، بعيدًا عن أعين الإعلام.

 

كما كانت من أوائل الفنانات اللاتي شاركن في حملات لدعم مرضى السرطان، خصوصًا بعدما خاضت بنفسها معركة طويلة مع المرض، تحولت تجربتها الشخصية إلى مصدر إلهام للآخرين، حيث صرّحت في أحد لقاءاتها الأخيرة بأن "الفن جميل، ولكن الأجمل أن تترك أثرًا طيبًا في قلوب الناس".


نهاية هادئة لمسيرة إنسانية وفنية

توفيت زيزي البدراوي في 31 يناير 2014، عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان، ونعتها نقابة الفنانين وجمهورها بحزن كبير، وأجمعت الصحافة على أنها كانت فنانة محترمة وراقية في حياتها ومماتها.


ورغم مرور السنوات، لا تزال أعمالها تُعرض على الشاشات وتُذكر كأمثلة على الزمن الجميل في السينما والتلفزيون المصري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق