كشّفت تفاصيل واقعة احتيال جديدة شهدتها قريتا "بهجورة" و"الغربي بهجورة" التابعتان لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، بعدما حرر 12 مواطنًا محاضر رسمية بقسم الشرطة، يتهمون فيها تاجر مواشٍ بالنصب عليهم والاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة، ثم الهروب قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك.

وبحسب أقوال المتضررين، فإن التاجر المعروف بنشاطه في تجارة المواشي داخل القريتين، تلقى مبالغ مالية من المواطنين نظير شراء خرفان وعجول كأضاحٍ يتم تسليمها قبل العيد، إلا أنهم فوجئوا باختفائه المفاجئ، دون تسليم الأضاحي أو رد الأموال، ما تسبب في صدمة كبيرة بين الأهالي، وحرمان عدد كبير من الأسر من أداء سنة الأضحية هذا العام.

وأوضح الأهالي أن التاجر كان يتمتع بسمعة ظاهرية طيبة، ما دفع كثيرين إلى الوثوق به والتعامل معه دون تردد، خاصة أنه كان يعرض أسعارًا أقل من السوق ويوفر خدمة التوصيل قبل موعد الذبح. لكنهم اكتشفوا لاحقًا أنهم وقعوا ضحية لعملية احتيال ممنهجة، بعدما أغلقت هواتفه واختفى تمامًا من المنطقة، دون أن يترك أي أثر.

وتشهد القريتان حالة من الاستياء والغضب الشعبي، بعدما تسبب غياب الأضاحي في إحراج العديد من أرباب الأسر أمام أطفالهم وأقاربهم، فضلًا عن حرمان الأسر الفقيرة التي كانت تنتظر نصيبها من اللحوم خلال العيد.

في المقابل، بدأت أجهزة الأمن بمحافظة قنا تحركات موسعة لتتبع التاجر الهارب، بعد توثيق البلاغات الرسمية المقدمة من المتضررين، حيث يجري جمع التحريات اللازمة وتفريغ كاميرات المراقبة في محيط المنطقة التي كان يباشر فيها نشاطه، تمهيدًا للقبض عليه وإحالته إلى النيابة العامة للتحقيق في وقائع النصب والاحتيال المبلغ عنها.

وتدعو الواقعة إلى ضرورة تشديد الرقابة على تجار الأضاحي العشوائيين، وتوعية المواطنين بأهمية التعامل مع جهات موثوقة أو مبادرات رسمية ومعتمدة، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة في المواسم التي تشهد تزايد الطلب على شراء الأضاحي.