وسّعت قوات الدعم السريع، خلال اليومين الماضيين، نطاق سيطرتها في إقليم كردفان، بعد إعلانها السيطرة الكاملة على مدينة الخوي في ولاية غرب كردفان، وذلك بعد ساعات من إعلانها التقدم في منطقة الدبيبات الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان، في تطور ميداني لافت ضمن الصراع المستمر منذ أكثر من عام بين الدعم السريع والجيش السوداني.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان رسمي، إنها “نجحت في تحرير منطقة الخوي من قبضة الجيش والسيطرة على مقاره العسكرية”، مشيرة إلى أن العملية تمت بـ”أقل الخسائر في صفوف المدنيين والمقاتلين”. وأضاف البيان أن “هذا التقدم يعزز من قدرتها على حماية المدنيين في مناطق غرب السودان وتسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم”.

ويُعد إقليم كردفان، بجناحيه الجنوبي والغربي، منطقة استراتيجية للطرفين، نظراً لموقعه الجغرافي الرابط بين ولايات دارفور والخرطوم، فضلاً عن احتوائه على طرق إمداد مهمة ومراكز حيوية.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي التصعيد في كردفان إلى توسيع رقعة النزاع جغرافياً، خاصة في ظل هشاشة الوضع الإنساني وضعف الاستجابة الدولية، حيث يعيش آلاف النازحين في ظروف صعبة دون خدمات أساسية كافية.

وكانت المعارك بين الجيش والدعم السريع قد دخلت عامها الثالث  دون بوادر لحل سياسي قريب، وسط تحذيرات متكررة من منظمات إغاثية دولية من انهيار الوضع الإنساني بالكامل في مناطق النزاع 
وتطالب قوى مدنية سودانية بوقف فوري لإطلاق النار وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، فيما تحث أطراف دولية على العودة إلى طاولة التفاوض، إلا أن قيادة الجيش أعلنت رفضها مرارا لأي تسوية سياسية قائلة أن لا حل إلا بانتصار عسكري حاسم .