قال محمد أبو عفش مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، إنّه عندما يتم قصف جميع المواطنين الفلسطينيين الذاهبين لأخذ المساعدات يعتبر إجراما لا يُغتفر، موضحا أنه منذ 3 أشهر لم يُجرى إدخال أي مساعدات للمواطنين ويتم قصفهم بهذه الهمجية.
وأضاف "أبو عفش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّه منذ قليل تم قصف منطقة نتساريم، ما أسفر عن شهيدا وعشرات المصابين والمحاصرين الذين تم قصفهم وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه لا يمكن لهذا الأمر أن يستمر بهذه الآلية التي وضعتها الشركة الأمريكية بالتعاون مع قوات الاحتلال.
وتابع: "في قطاع غزة، كان هناك الكثير من مراكز توزيع المساعدات، لذا لابد من وجود هذه الآلية المحترمة التي تحفظ كرامة الإنسان وتقدم له الخدمة بكرامة دون إذلال"، لافتا إلى أنه يتم إذلال المواطنين الفلسطينيين أثناء حصولهم على المساعدات في المنطقة التي لا توجد بها وسائل حياة، إذ أنها مناطق حدودية خالية من المواصلات ووسائل النقل.
جيش الاحـ.تلال يرتكب مـ.جزرة وحشية بمراكز توزيع المساعدات
قالت حركة حماس في بيان لها، إن جيش الاحتلال الفاشي يرتكب مجزرة وحشية باستهدافه آلاف المواطنين الذين توجّهوا إلى أحد مراكز توزيع المساعدات وفق الآلية الاحتلالية غرب مدينة رفح، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 35 شهيداً، وإصابة أكثر من مائة وخمسين جريحاً.
وتؤكد هذه المجزرة الطبيعة الفاشية للاحتلال وأهدافه الإجرامية من وراء هذه الآلية، حيث يستخدم المراكز الواقعة تحت سيطرته كمصائد لاستدراج الجوعى الأبرياء، ويمارس أبشع صور القتل والإذلال والتنكيل بحقهم.
لقد توجّه، فجر اليوم، الآلاف من المواطنين الرازحين تحت وطأة حرب إبادة وتجويع غير مسبوقة، إلى منطقة استلام المساعدات، استجابة لإعلان ودعوة صادرة عن جيش الاحتلال، قبل أن يفتح النار عليهم بوحشية، في تأكيد صارخ على النية المبيّتة لارتكاب هذه الجريمة.
نحمّل الاحتلال الصهيوني، ومعه الإدارة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن المجازر المرتكبة في مواقع تنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات، وعن استخدام سياسة التجويع كسلاح حرب ضد شعبنا.
ونطالب الأمم المتحدة ومؤسساتها، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، باتخاذ قرارات عاجلة وملزمة تُجبر الاحتلال على وقف هذه الآلية الدموية، وفتح معابر قطاع غزة فوراً، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية عبر المؤسسات الأممية المعتمدة.
كما ندعو الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، والدخول إلى قطاع غزة، للتحقيق في هذه الجرائم الممنهجة ضد المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عنها كمجرمي حرب.
وإذ نوجّه نداءنا إلى الدول العربية والإسلامية، فإننا نحثّها على التحرّك العاجل لإغاثة شعبنا في قطاع غزة، والضغط لوقف حرب الإبادة الوحشية، وفرض كسر الحصار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.
فلسطينيون جائعون في غزة يوقفون ويفرغون عشرات الشاحنات الأممية المحملة بالغذاء
قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم السبت إن فلسطينيين في قطاع غزة أوقفوا وأفرغوا عشرات الشاحنات المحملة بالغذاء، في ظل تزايد اليأس نتيجة الحصار والغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر، بينما تواصلت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.
وقال برنامج الغذاء العالمي إنه تم إيقاف 77 شاحنة تحمل مساعدات، أغلبها دقيق، من قبل أشخاص جائعين استولوا على الطعام قبل أن تتمكن الشاحنات من الوصول إلى وجهتها.
ودفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر السكان إلى شفا المجاعة. وعلى الرغم من أن الضغط قد خف قليلا في الأيام القليلة الماضية مع سماح إسرائيل بدخول بعض المساعدات، فإن المنظمات تقول إن كمية الغذاء التي تدخل لا تزال غير كافية على الإطلاق.
وقالت حركة حماس أمس الجمعة إنها تراجع اقتراحا أمريكيا لوقف مؤقت لإطلاق النار. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المفاوضين يقتربون من التوصل إلى اتفاق.
وسيشمل وقف إطلاق النار، وفقا لما قاله مسؤولون في حماس ومسؤولون مصريون تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام، وقفا للقتال لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح بعض من 58 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى إدخال مساعدات غذائية ومساعدات أخرى ضرورية بشدة.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن الخوف من المجاعة في غزة لا يزال مرتفعا رغم دخول بعض المساعدات الغذائية حاليا. وأضاف البرنامج في بيان:"نحتاج إلى إغراق المجتمعات بالطعام خلال الأيام القليلة القادمة لتهدئة المخاوف وبناء الثقة من أن المزيد من الغذاء قادم".
وقال شاهد عيان في مدينة خان يونس جنوب القطاع لوكالة أسوشيتد برس إن قافلة تابعة للأمم المتحدة تم توقيفها عند نقطة تفتيش مؤقتة وتم تفريغها من قبل آلاف المدنيين اليائسين. وأضاف أن معظم الأشخاص كانوا يحملون أكياس الدقيق على ظهورهم أو رؤوسهم. وأشار إلى أنه في لحظة ما تم استخدام رافعة شوكية لتفريغ المنصات من الشاحنات العالقة. وتحدث الشاهد بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام.
وكانت الأمم المتحدة ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري أن السلطات الإسرائيلية أجبرتها على استخدام طرق غير آمنة داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي بالمناطق الشرقية من رفح وخان يونس، حيث تنشط عصابات مسلحة ويتم إيقاف الشاحنات.
بلديات قطاع غزة تعمل في ظروف كارثية وسط استمرار الحرب ونزوح جماعي
ال الدكتور سامي حجاوي، وزير الحكم المحلي الفلسطيني، إن الوضع الإنساني والخدمي في قطاع غزة وصل إلى مرحلة كارثية، واصفًا ما يحدث بأنه دمار شامل طال معظم المدن والمناطق، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم.
و أكد حجاوي، أن عدد الشهداء في القطاع تجاوز 54 ألف شهيد، ولا تزال هناك جثامين تحت الأنقاض، إلى جانب أكثر من 120 ألف جريح، في ظل تدهور حاد في النظام الصحي والخدمات الأساسية.
البلديات تحت الضغط وتواجه الانهيار
وأوضح وزير الحكم المحلي أن البلديات في قطاع غزة تتحمل أعباء جسيمة، وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة، وسط انعدام الوقود وتدمير واسع للآليات، إلى جانب عدم توفر المواد وقطع الغيار، وهو ما جعل استمرارية الخدمات الأساسية أمرًا شبه مستحيل.
وأشار إلى أن بلدية غزة تحديدًا تواجه أزمة حقيقية، قد تؤدي إلى توقف تام في خدمات الصرف الصحي وجمع النفايات وغيرها من الخدمات الأساسية، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية في أي لحظة.
النزوح الجماعي يزيد من حدة الأزمة
وأشار «حجاوي» إلى أن النزوح الجماعي لمئات آلاف الفلسطينيين من المناطق الشرقية إلى المناطق الغربية داخل غزة، أدى إلى تكدس سكاني كبير، فاقم من حدة الأزمة نتيجة توقف الخدمات وتردي البنية التحتية.
0 تعليق