يوافق اليوم 31 مايو الذكرى الـ84 لميلاد الفنان الراحل يونس شلبي، أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، والذي استطاع بملامحه الطفولية وبساطته العفوية أن يحفر اسمه في قلوب الجماهير ويترك إرثًا فنيًا لا يُنسى.

وُلد يونس شلبي في مدينة المنصورة عام 1941، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، ليبدأ من هناك رحلة التألق على خشبة المسرح، والتي انطلقت بقوة من خلال دوره الشهير "منصور" في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، التي جمعته بكوكبة من النجوم مثل عادل إمام، أحمد زكي، وسعيد صالح.

في لقاء نادر، تحدّث شلبي عن هذه المسرحية بوصفها نقطة تحوّل في مشواره، حيث فتحت أمامه أبواب السينما، رغم أنه واجه أحيانًا تحديات بسبب تشابه الشخصيات المعروضة عليه.

وعن الانتقادات التي طالت المسرحية، أوضح أن الكوميديا بطبعها تعتمد على المبالغة، قائلاً: "ماقلناش للناس تقلدنا، المفروض ياخدوا العبرة، لكن اللي حصل إن بعض الطلاب قلدونا وده مش صح".

تألق يونس شلبي على الشاشة الكبيرة أيضًا، وكانت أولى بطولاته السينمائية في فيلم "4 2 4"، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، مما دفع المنتجين للتعاون معه بشكل أكبر، خاصة وأن السينما كانت تحقق عوائد مادية أعلى من المسرح. 

واعترف شلبي بصراحة أن بعض أفلامه لم تكن على المستوى المطلوب، مؤكدًا أنه كان يحرص دائمًا على إعادة صياغة النصوص مع المؤلفين للبحث عن مناطق الكوميديا، في وقت لم يكن فيه كتّاب متخصصون بهذا النوع.

ورغم رحيله في عام 2007، لا تزال أعماله محفورة في ذاكرة الجمهور، بدءًا من "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت"، وصولًا إلى دوره المحبب للأطفال في مسلسل "بوجي وطمطم"، حيث جسّد شخصية "بوجي" التي أصبحت جزءًا من وجدان الأجيال.

تزوّج يونس شلبي في سن متأخرة، وكشفت زوجته لاحقًا عن معاناته الطويلة مع المرض، والتي بدأت عام 1994 أثناء عرض مسرحية "فلاح في مدرسة البنات"، عندما أصيب بمضاعفات خطيرة نتيجة مرض السكري، تطورت إلى غرغرينة ومشكلات في الشرايين.