تحل اليوم الجمعة الذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير حسن حسني، أحد أعمدة الفن المصري والعربي، الذي ظل طوال مشواره علامة لا تُنسى في كل عمل شارك فيه، بموهبته الفريدة وقدرته الاستثنائية على المزج بين الكوميديا والدراما في تناغم نادر.

على مدار أكثر من خمسة عقود، قدّم حسن حسني أكثر من 500 عمل فني تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، ليصبح مدرسة فنية مستقلة بذاتها، يضيف إلى كل مشهد نكهة خاصة لا تُخطئها العين.
كما أنه لم يكن مجرد ممثل، بل كان أقرب إلى معلم في الأداء، يدخل القلوب بخفة دمه وصدق أدائه، ليحتل مكانة خاصة في وجدان الجمهور.

تكريم أبكى الجميع
في نوفمبر 2018، حظي حسن حسني بتكريم مؤثر خلال افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث تسلّم جائزة "فاتن حمامة التقديرية" عن مجمل أعماله. وقال في كلمته التي أبكت الحضور:"سعيد وفرحان أوي إنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش.. شكرًا وسعيد بيكم أوي."
رغم شعوره بقرب الرحيل، لم يتوقف حسن حسني عن العطاء، وواصل العمل حتى آخر أيامه. كان آخر ظهور له في مسلسل "سلطانة المعز" الذي عُرض في رمضان 2020، وشارك فيه إلى جانب غادة عبد الرازق ونخبة من الفنانين، مؤديًا دورًا محوريًا في بيئة شعبية مليئة بالحياة، تاركًا بصمة قوية حتى اللحظة الأخيرة.

من القلعة إلى القلوب
وُلد حسن حسني بحي القلعة في القاهرة، ونشأ وسط أسرة بسيطة، حيث كان والده يعمل مقاولًا.
بدأ حبه للفن من مسرح المدرسة، ولفت الأنظار بموهبته المبكرة، فحصد الجوائز والميداليات، قبل أن يشق طريقه إلى المسرح القومي، ليبدأ رحلته الاحترافية التي انتهت بتتويجه أحد أعمدة الفن في العالم العربي.
محطات فنية لا تُنسى
في التسعينيات، أصبح حسن حسني عنصرًا لا غنى عنه في معظم الأعمال السينمائية الناجحة، وشارك في أفلام باتت من كلاسيكيات السينما المصرية مثل: عبود على الحدود، ناصر 56، الهروب، بخيت وعديلة وغيرها. وكان حضوره في أي عمل بمثابة "وش السعد"، حتى لُقّب بـ"الجوكر" الفني.
كما تألق في العديد من المسلسلات والمسرحيات أبرزها: أبنائي الأعزاء شكرا، بوابة الحلواني، حزمني يا، قشطة وعسل، جوز ولوز، أولاد ريا وسكينة، سكر زيادة.
جوائز ومحطات تكريم
نال العديد من الجوائز، من أبرزها جائزة مهرجان الأفلام الروائية عن دوره في فيلم دماء على الأسفلت، والذي اعتُبر محطة فارقة في مسيرته، حيث أبرز العمل قدراته الدرامية بعمق وواقعية نادريْن.
0 تعليق