قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ، إن استخدام المدنيين المختطفين كدروع بشرية هو جزء مكوّن من البنية العقائدية لمنظومة الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة.
و أوضح ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ، خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تُسخّر الجسد الفلسطيني ضمن استراتيجيات ميدانية تقوم على إعادة توظيف الضحية قسراً في مشهد القتل، عبر فرض مهام ميدانية قسرية داخل بنية الاشتباك تحت التهديد بالقتل.
و أضاف دلياني أن آليات التنفيذ تشمل إجبار المختطفين الأبرياء على ارتداء زي جيش الاحتلال، تزويدهم بكاميرات مراقبة، ودفعهم لاقتحام المنازل المأهولة قبل دخول جنود الاحتلال.
وتابع العقيدة الأمنية الإسرائيلية تتعامل مع الفلسطيني كوسيلة وظيفية، لا كإنسان له حق في الحياة.
و أشار أن السلوك الاحتلالي يتجاوز الطابع العسكري نحو منظومة إدارية بيروقراطية للإخضاع، تُدار بأدوات مؤسساتية تُمأسس نزع الكرامة وتحويل الإنسان إلى أداة داخل آلة السيطرة، مضيفا أن ما يجري يُمثّل نموذجاً متطوراً للإرهاب المنظم، تتكامل فيه أدوات القتل مع منطق الدولة الاستعمارية.
التجويع المتعمّد والنزوح القسري
كما تحدث دلياني حول المرحلة الراهنة من الإبادة الجماعية في غزة، والتي تمثل تصعيدًا في استخدام أدوات القتل الجماعي، تشمل القصف المستمر، التجويع المتعمّد، والنزوح القسري، في ظل منع ادخال الامدادات الإنسانية بشكل كامل في مدة تجاوزت الثمانين يومًا ولا تزال مستمرة.
و أردف أنه على مدار تسعة عشر شهرًا، تحوّل قطاع غزة إلى ساحة مفتوحة لتكثيف استخدام سياسات الإبادة الجماعية، شملت قصف مناطق مُعلنة زيفًا كمناطق "آمنة"، واستهداف البنى التحتية الصحية، وتحويل المستشفيات إلى ساحات موت جماعي.
وذكر أن المرحلة الحالية من الإبادة الإسرائيلية في غزة تتسم بتصعيد مزدوج يجمع بين الحصار الكامل ومنع الإمدادات الإنسانية منذ ٨٤ يومًا، واستمرار القصف المكثف الذي أدى إلى استشهاد ٣٥٠٠ فلسطيني وفلسطينية، بينهم عدد كبير استُهدفوا في ما يُسمّى "مناطق آمنة"، في الفترة ذاتها، استُشهد ٥٨ طفلاً وطفلة نتيجة سياسة تجويع إبادي ، و استشهد ٢٦ مريضًا بالفشل الكلوي بسبب انعدام الرعاية الغذائية والطبية، كما سُجّلت أكثر من ٣٠٠ حالة إجهاض بسبب سوء تغذية الأمهات، و ارتقى ٢٤٢ شهيدًا وشهيدة من كبار السن نتيجة النقص الحاد في الأدوية والعلاج.
واختتم دلياني حديثه حول مشاهد الرضّع الشهداء في الحاضنات المعطلة، والمستشفيات التي تحوّلت إلى أنقاض، والأطفال الذين نهشهم الهزال حتى لفظوا أنفاسهم، تشكّل دلائل جنائية دامغة على سياسة احتلالية متعمدة لمحونا من الوجود، مؤكدا أن الصمت الدولي أمام هذا الواقع يرسّخ فظائع الإبادة كأداة مشروعة في الحروب المعاصرة، ويؤسس لانهيار تام للمنظومة الأخلاقية والقانونية العالمية.
0 تعليق