في ظل الجدل المتصاعد حول إغلاق العيادة البيطرية بسبب الفنانة مشيرة إسماعيل، خرجت الدكتورة سمر عبدالرحمن، صاحبة عيادة "الكلاب السعيدة" بالإسكندرية وناشطة معروفة في مجال حقوق الحيوان، لتوضح حقيقة الأمور من وجهة نظرها المهنية والإنسانية.
أكدت الدكتورة سمر، التي اشتهرت بحملاتها ومبادراتها في حماية الحيوانات حتى نالت لقب "دكتورة الإنسانية"، أن القضية لا علاقة لها بحقوق الحيوان كما يتم الترويج، بل هي مسألة تتعلق بحقوق السكان وراحتهم داخل العمارات السكنية.
وأشارت إلى أن استغلال موضوع حقوق الحيوان في هذه الأزمة يُستخدم كوسيلة لإثارة الرأي العام، مشددة على أن أول المدافعين عن حقوق الحيوان هي نفسها، ولن تسمح بأي إساءة للحيوانات أو إهمالها.
شاركت الدكتورة سمر تجربتها الشخصية مع المواقف المشابهة، حيث كانت تواجه مشاكل سابقة في عيادتها القديمة بسبب وجود جارَة مؤذية في نفس العقار المكون من أربعة أدوار، مما اضطر صاحب المنزل لدفع مستحقاتها وإخلائها، على الرغم من أن هذه المشاكل لم تكن بسبب العيادة أو الممارسة البيطرية نفسها.
كما روت تعرضها لموقف شبيه عند انتقالها إلى مكان جديد، حيث بدأت في تجهيز التراخيص وكانت تحضر العيادة حين جاء أحد سكان الطوابق العليا ليشتكي من وجود عيادة بيطرية في منطقة سكنية، بحجة وجود أطفال قد يخافون من الكلاب والحيوانات، على الرغم من أن الأطفال في العمارة كانوا فرحين ويرحبون بها.
ولذلك، أجرت نقابة الأطباء البيطريين تحديثًا لشروط ترخيص العيادات البيطرية في المناطق السكنية، حيث اشترطت أن تكون العيادة في الدور الأرضي ولها مدخل خاص منفصل عن سكان العمارة، أو على الطبيب البيطري أن يستأجر محلًا منفصلًا بعيدًا عن المناطق السكنية لتفادي النزاعات.
ذكرت الدكتورة سمر أن رفض السكان لوجود العيادات في العمارات السكنية يعود لعدة أسباب، منها الضوضاء الناتجة عن أصوات الحيوانات، خاصة إذا كانت العيادة تستضيف حيوانات لفترات طويلة، بالإضافة إلى الرائحة الكريهة التي قد تنتج في حال عدم تنظيف المكان بشكل مستمر.
كما أوضحت أن خوف الأطفال والكبار من الحيوانات، خصوصًا الكلاب، من الأسباب الأخرى التي تجعل السكان يرفضون وجود عيادة بيطرية في مكان سكنهم.
وأكدت في النهاية أن السكان لا يعترضون فقط على غلق العيادة، بل يعارضون وجودها في الأصل، وهذا أمر واجهته مرارًا خلال مسيرتها المهنية، مما يستوجب البحث عن حلول ترضي الطرفين، تحافظ على حقوق السكان في بيئة سكنية هادئة وآمنة، وفي الوقت نفسه تتيح للطبيب البيطري ممارسة عمله بشكل سليم وفعال.
تفاصيل الواقعة
جدل إغلاق العيادة البيطرية في عقار مشيرة إسماعيل
خلال الأيام القليلة الماضية، أثارت أزمة إغلاق عيادة بيطرية في العقار الذي تقيم فيه الفنانة المعتزلة مشيرة إسماعيل في مصر الجديدة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. بدأت الأزمة بشكاوى قدمتها مشيرة إسماعيل ضد وجود العيادة في الدور الأرضي من العقار، حيث وصفت كثرة الحيوانات الموجودة بأنها تسبّب إزعاجاً للسكان، مؤكدة أن وجود العيادة بهذا الشكل "غير قانوني" ويؤثر على راحة سكان العمارة.
تصاعدت الأزمة مع قرار غلق العيادة وإغلاق أبوابها وهي تحتوي على حيوانات داخلها، ما أثار قلق ناشطي حقوق الحيوان ومتابعي القضية، الذين طالبوا بإعادة فتح العيادة لإنقاذ الحيوانات المحتجزة.
وفي هذا السياق، تدخلت الفنانة آية سماحة بتعليق انتقدت فيه مشيرة إسماعيل، مما أثار موجة من الهجوم عليها بسبب أسلوبها في التعبير. كما حمل البعض الحي المسؤول عن قرار الغلق مسؤولية الموقف، وسط دعوات لإيجاد حلول تحافظ على حقوق الحيوانات وأصحاب العيادات مع احترام راحة السكان.
0 تعليق