في الآونة الأخيرة، شهدت منطقة كريت وأجزاء من بعض الدول المجاورة هزات أرضية تجاوزت قوتها 6 درجات على مقياس ريختر، مما أثار حالة من القلق بين المواطنين في بعض المحافظات، وخصوصاً في المدن الساحلية.
في هذا السياق، كشف الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، تفاصيل هذه الظاهرة وأسبابها فماذا حدث؟
أسباب الهزات الأرضية
أوضح الدكتور الهادي، أن منطقة كريت تقع في حزام زلزالي يُعرف باسم "القوس الهلينى"، وهي منطقة طبيعية تشهد نشاطًا زلزاليًا مستمرًا. وقد ذكر أن هذه المنطقة قد شهدت نشاطًا زلزاليًا عنيفًا في الماضي، إلا أن ما حدث مؤخرًا يعتبر أمرًا طبيعيًا بالنظر إلى طبيعة هذه الأحزمة الزلزالية.
شعر عدد من المواطنين في مناطق ساحلية وأيضاً في القاهرة الكبرى بالهزات، وهو ما أدى إلى زيادة في الاستفسارات والمخاوف بشأن سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم.
هل يحدث تسونامي؟
رداً على الشائعات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمال حدوث تسونامي أو زلازل قوية، دعا الدكتور الهادي الجميع إلى الرجوع إلى المصادر الرسمية المتخصصة.
وشدد على أهمية تكوين الوعي الصحيح حول الزلازل، وأكد أن الشبكة القومية للزلازل هي واحدة من أقدم الشبكات في الوطن العربي، ولها تاريخ يمتد لأكثر من 150 عامًا في دراسة الزلازل.
ومع ذلك، أكد الدكتور الهادي أنه لا توجد أي مؤشرات على حدوث نشاط زلزالي عنيف لاحق، مما يمكن أن يطمئن المواطنين.
تاريخ الحزام الزلزالي
تحدث رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، عن تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحزام الزلزالي قد تسبب، في العام 1303، في حدوث تسونامي أثر على مدينة الإسكندرية وجعلها تكبد خسائر كبيرة.
ومنذ ذلك الحين، لم تشهد المنطقة أي هزات عنيفة بنفس الدرجة، مما يشير إلى أن الأمور تحت السيطرة حاليًا.
وأشار إلى أن الدول الأكثر تأثراً بهذا الحزام الزلزالي تشمل الدول المطلة على شرق البحر المتوسط مثل تونس وليبيا ومصر وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا، وأيضًا الدول الحدودية مثل تركيا.
ويتميز هذا الحزام الزلزالي بنشاطه المتكرر، مما يتطلب وجود أنظمة مراقبة متطورة لضمان سلامة السكان في هذه المناطق.
0 تعليق