لعب روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا، دوراً بارزاً في الديناميات السياسية المعقدة في المنطقة، و في الآونة الأخيرة، انصب التركيز على دوره في تدريب أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني، الذي كان قائد "هيئة تحرير الشام".
يأتي هذا التدريب في سياق مشاريع تهدف إلى إعادة دمج الشخصيات السياسية في المشهد السوري الجديد.
وذكر روبرت فورد أن الهدف الأساسي من تدريب أحمد الشرع كان تحويله من قيادة الجماعات المسلحة إلى شخصية سياسية مقبولة، ويشير فورد إلى أن التدريب كان جزءاً من مشروع غربي واسع يسعى لإعادة تشكيل السياسة السورية.
وتضمنت أساليب التدريب زيارات ولقاءات مع الشرع، حيث تمت مناقشة عدة جوانب سياسية واستراتيجية، ووصف فورد الحوار مع الشرع بأنه "سلس" رغم عدم اعتذاره عن العمليات السابقة التي شملت أعمالاً إرهابية.
وأوضح أنه تم التدريب تحت رعاية منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، مما يعكس دعماً دولياً لتهيئة الشرع للدخول إلى السياسة، فورد أشار إلى أن هذا التدريب جاء تتويجاً لمسار طويل من التفاعل.
الشرع الأداة الأفضل للولايات المتحدة لتحقيق أهدافها
وأشار فورد إلى أن الشرع يعتبر الأداة الأفضل للولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في سوريا، مما يعكس اعترافاً بدوره المتزايد في مستقبل سوريا السياسي، مؤكدا أن التدريب أثار ردود فعل متباينة بين الأوساط السياسية، حيث اعتبر البعض أن ذلك يُظهر استعداد الغرب للتعامل مع شخصيات ارتبطت بالجماعات المسلحة، بينما يرى آخرون أن هذه الخطوة قد تثير قلقاً بين المعارضين.
وتعتبر جهود روبرت فورد لتدريب أحمد الشرع محاولة لتحويل مجرى الأحداث في سوريا، في وقت تواجه فيه سوريا تحديات سياسية وأمنية معقدة، وتوضح هذه التطورات كيف يمكن للدبلوماسية الأمريكية أن تلعب دوراً في تشكيل مستقبل سوريا، بينما تثير قضايا أخلاقية واستراتيجية كما تواصل الأوساط المعنية مراقبة هذه الأحداث عن كثب.
اقرأ أيضا:
رغدة السعيد تكشف: الجولاني يفتقر الكاريزما ومدرب لتولي منصب محدد في سوريا (خاص)

وفي وقت سابق، أوضحت الباحثة رغدة السعيد، خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أن أحمد الشرع يعتبر من الشخصيات التي تم تدريبها بشكل جيد للغاية من قبل التيارات الدينية، ولكن يؤخذ عليه فقط عدم الاتصال المباشر بالعين أثناء الحوار ويعد ذلك من السمات الأساسية لهذه الشخصيات التي يبدو عليها الانغلاق.
وأضافت رغدة السعيد أن التدريب الذي تلقاه الجولاني يشبه تدريب معسكرات طارق السويدان في تركيا منذ عشرات السنوات، وقد يكون تدريب أجهزة مخابرات أخرى، مشيرة إلى أن أحمد الشرع الشهير بالجولاني يفتقر إلى ما يسمي بـ “الكاريزما”، لكنه مدرب بشكل جيد، وقد تكون كاريزماته الوحيدة في أنه منقذ الشعب السوري من بشار الأسد.
وتابعت السعيد أن لغة الجسد لدى الشرع يغلب عليها التماسك والثبات، و وضع اليدين لديه يدل على السيطرة والهيمنة والهدوء والثقة بالنفس والتركيز، أما تعبيرات الوجه فتظهر الجدية والحيادية.
0 تعليق