نظمت وزارة الأوقاف المصرية، بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، دورة تدريبية تثقيفية موسعة بعنوان "الغُرم والغارمين"، بقاعة التدريب الكبرى بمسجد الميناء الكبير بمدينة الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر.
تأتي هذه الدورة في إطار الدور الدعوي والتوعوي لوزارة الأوقاف، الذي لا يقتصر على أداء الشعائر والوعظ، بل يمتد لمعالجة المشكلات المجتمعية بحكمة وفهم فقهي واقعي.
تهدف الدورة إلى التصدي لظاهرة الغُرم وما يصاحبها من آثار اجتماعية وإنسانية خطيرة مثل سجن الغارمين والغارمات، وتشريد الأسر، وضياع مستقبل الأبناء، وارتفاع معدلات التفكك الأسري والطلاق.
أقيمت الدورة برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبتوجيهات الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، وبإشراف فضيلة الشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني.
شهد فعاليات الدورة الشيخ رمضان يوسف، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة البحر الأحمر، والشيخ عبد الباسط عثمان، مدير شؤون الإدارات بمديرية أوقاف البحر الأحمر، ومحمد شحاتة، منسق مؤسسة مصر الخير بمحافظة الأقصر، والشيخ رضا مسعود عكاشة، إمام مسجد الغفور الرحيم بالغردقة.
عبر الجميع عن أهمية هذه الدورة وأشادوا بالدور الحيوي لوزارة الأوقاف ومؤسسة مصر الخير في دعم الغارمين والغارمات، وتفعيل ثقافة التكافل الاجتماعي، والتصدي لمشكلة الديون غير الضرورية من خلال التوعية الشرعية والمجتمعية.
شارك في الدورة 30 إمامًا من أئمة مديرية الأوقاف بالبحر الأحمر، حيث تلقوا محاضرات علمية وتدريبية تناولت أبعاد قضية الغُرم من الجوانب الشرعية والاجتماعية والإنسانية، كما تم مناقشة سبل توعية المجتمع بخطورة الوقوع في الديون غير المبررة، وأهمية التحذير من الاستدانة بغير حاجة، وبيان سبل التكافل الاجتماعي في معالجة هذه الظاهرة، وفق ضوابط الشريعة الإسلامية.
تناولت الدورة أيضًا نماذج حقيقية لقضايا الغارمين والغارمات، وجرى مناقشتها لتحفيز الأئمة على طرح هذه القضايا بموضوعية من خلال الخطب والدروس، وتشجيع المواطنين على التراحم والتعاون والتكافل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
تأتي هذه الدورة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية والتثقيفية التي تنفذها وزارة الأوقاف في مختلف المحافظات، تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري، في إطار خطة شاملة لبناء الإمام العصري الواعي، القادر على أداء رسالته الدعوية والمجتمعية بمنهج وسطي، وفكر مستنير، وبما يعزز من استقرار المجتمع ويحميه من التفكك والانحراف.
0 تعليق