فلترحموا.. موضوع خطبة الجمعة القادمة ـ اعرف كورة

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة 23 مايو ٢٠٢٥م، الموافق، والتي تأتي تحت عنوان فلترحموا، وتهدف الوزارة من هذا الموضوع: التوعية بقيمة التراحم بين الزوجين وفضلها، والتحذير من مخاطر وآثار العنف الأسري على الفرد والأسرة والمجتمع.

عناصر خطبة الجمعة القادمة

تتناول خطبة الجمعة القادمة بعض العناصر، وهي:

  • الزوجانِ يكملُ بعضهُمَا بعضًا.

  • أهمية الرحمة في الحياة الزوجية.

  • العنفُ الأسري، وأضراره علي الأسرة والمجتمع.

أيُّها الأحبابُ يقولُ اللهُ تعالًى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم /21.

قال ابنُ كثيرٍ رحمَهُ اللهُ: “المودةُ هي: المحبةُ، والرحمةُ هي: الرأفةُ، فإنَّ الرجلَ يمسكُ المرأةَ إمَّا لمحبتِهِ لهَا، أو لرحمةٍ بهَا بأنْ يكونَ لهَا منهُ ولد”.

وهذه الآيةُ مِن الآياتِ الدالَّةِ على عظمةِ اللهِ وكمالِ قدرتِهِ، أنْ خَلَقَ لأجلِكُم أيُّها الرجالُ أزواجًا لتطمئنَّ نفوسُكُم إليهَا وتسكن، والسكنُ هو الميلُ والأُلْفةُ، وجعلَ بينَ المرأةِ وزوجِهَا محبةً ورحمةً.

فاللهُ خَلق كلًّا مِن الجنسينِ على نحوٍ يجعلُهُ موافقًا للآخرِ ملبيًا لحاجتِهِ الفطريةِ، يجدُ عندَهُ الراحةَ والطُّمَأْنينةَ والاستقرارَ.

ويجدانِ في اجتماعِهِمَا السكنَ والاكتفاءَ والمودَّة والرحمةَ… وائتلافهُمَا وامتزاجهَمَا في النهايةِ لإنشاءِ حياةٍ جديدةٍ تتمثلُ في جيلٍ جديدٍ.

الزوجان يكمل بعضهما بعضًا

فالزّوجان، الذّكرُ والأنثَى، مردّهُمَا إلى نفسٍ واحدةٍ، ومرجعهُمَا إلى أصـلٍ واحدٍ، يكملُ بعضُهُمَا بعضًا، وقد خلقهُمَا اللهُ بهذهِ الصّـفةِ ليكونَ لهمَا الغايةُ الّتي أرادَهَا لهمَا سبحانَهُ إذ يقولُ: (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، فيفضِي كلٌّ منهمَا إلى الآخرِ، ليجدَ فيهِ السّكنَى والرّاحةَ والطّمأنينةَ، فالرّجلُ يجدُ في زوجتهِ مؤنسًا لوحشتهِ، ومواسيًا في كربتِهِ، وراحةً مِن تعبهِ ومشقّتهِ، والمرأةُ تجدُ في زوجِهَا الرّاعيَ الحانيَ، والحافظَ الحاميَ، فيكونَ لطمأنينتِهَا وراحتِهَا معينًا.

حيثُ يقولُ عزَّ وجلَّ بعدَ ذلكَ: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة)، هذه المودّةُ والرحمةُ مبعثُهَا اتّصالُ النّفوسِ، واختلاطُ الأرواحِ، والاجتماعُ لبناءِ عشِّ الزّوجيّةِ على أسسٍ قويمةٍ، ومبادئَ كريمةٍ.

بالإضافة إلي إنّ المودّةَ في حدِّ ذاتِهَا تقومُ عليهَا الصّداقةُ والصّحبةُ والأخوّةُ، والرّحمةُ تقومُ عليهَا روابطٌ كريمةٌ كالأبوّةِ والبنوّةِ، فما ظنُّكُم بعلاقةٍ اجتمعت فيها المودةُ والرحمةُ، قالَ عزَّ وجلَّ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

إنَّ الدعائمَ التي أقَرَّهَا الإسلامُ لبناءِ البيوتِ الصحيةِ السليمة، هي:

المودةُ، والرحمةُ، والسكينةُ، يتفاعلُ بعضُهَا مع بعض.
المودةُ والرحمةُ متلازمتانِ؛ لأنَّ وجودَ الرحمةِ يجعلُ أحدَ الزوجينِ يغضُّ الطرفَ عن مساوئ وعيوبِ الآخرِ، ويجعلُ القدرةَ على التحمُّلِ وقتَ مواجهةِ الصعوباتِ والمشاكلِ أكبر، والسكينةُ هي حصيلةُ المودةِ والرحمةِ.

وجاء في خطبة الجمعة القادمة أن الرحمةُ تُليِّنُ القلبَ، وتنظرُ إلى الضعيفِ أو المخطئِ بعطفٍ ورقةٍ، وتُمكِّنُ صاحبهَا مِن التروِّي والتفكيرِ قبلَ اتخاذِ أيِّ موقفٍ أو تصرُّفٍ، وتعطي قدرةً أكثرَ على معالجةِ الموقفِ، فمِن الرحمةِ التغاضِي عن بعضِ الأخطاءِ والهفواتِ، والتركيزُ على الإيجابياتِ التي يتمتعُ بها الآخرُ، والتغافلُ عن الأخطاءِ.

وفي الصحيحينِ عن النبيِّ  ﷺ مِن حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، قال ﷺ: "واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا"، وفي الحديثِ عن حكيمِ بنِ معاويةَ عن أبيهِ قال: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ) رواه أبو داود، مِن أجلِ ذلكَ قالَ اللهُ تعالَى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا".

410.jpg
خطبة الجمعة القادمة 

أهميةُ الرحمةِ في الحياةِ الزوجيةِ

وتتناول خطبة الجمعة القادمة الرحمةُ بينَ الزوجينِ هي جوهرُ العلاقةِ الزوجيةِ الناجحةِ، وهي التي تجعلُ الحياةَ بينهما مليئةً بالمودةِ والتفاهمِ والتسامحِ، فالرحمةُ ليست مجردَ شعورٍ، بل هي سلوكٌ يوميٌّ يعكسُ الاحترامَ والتقديرَ المتبادلَ، ويظهرُ في المواقفِ المختلفةِ التي يمرُّ بهَا الزوجانِ، والرحمةُ بينَ الزوجينِ لهَا فوائد:

  • تعزيزُ الاستقرارِ العاطفِي: عندمَا يكونُ الزوجانِ رحيمينِ ببعضهِمَا، يشعرُ كلٌّ منهمَا بالأمانِ والراحةِ النفسيةِ.

  • التغلبُ على الصعوباتِ: الرحمةُ تساعدُ في تجاوزِ المشكلاتِ والخلافاتِ بطريقةٍ هادئةٍ وبناءةٍ.

  • تقويةُ الروابطِ الأسريةِ: عندمَا يرَى الأبناءُ نموذجًا مِن الرحمةِ بينَ والديهِم، يتعلمونَ قيمَ الحبِّ والتسامحِ.

اقرأ أيضا

القداس المشترك لبطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

المشاط: الخطة الجديدة تستهدف زيادة الاستثمارات الكليّة لـ 3.5 تريليون جنيه

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق