أجرى اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، جولة موسعة شملت تفقد موقعين يمثلان وجهين مختلفين لمسيرة التنمية، أولهما أحد أبرز الكنوز الأثرية غير المكتشفة بالكامل، والثاني أحد النماذج الرائدة للتنمية الصناعية الحديثة في صعيد مصر.
بدأ المحافظ جولته بزيارة مقبرة "جفاي - حابي الأول"، الكائنة بجبل أسيوط الغربي في نطاق حي غرب المدينة، والتي تُعد من أكبر المقابر غير الملكية في مصر القديمة، حيث تعود لحاكم إقليم "ليكوبوليس" في عصر الملك سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشرة وتفقد المحافظ مكونات المقبرة المعمارية المبهرة، التي تضم حجرات منحوتة في الصخر بارتفاع يصل إلى 11 مترًا وطول يفوق 55 مترًا، وتتزين جدرانها بنقوش وزخارف جنائزية ملونة من أروع ما أبدعته الفنون المصرية القديمة.
وأكد المحافظ خلال جولته أهمية المقبرة باعتبارها مزارًا أثريًا مميزًا ينبغي إدراجه ضمن الخريطة السياحية لمحافظة أسيوط، لا سيما لقربها من دير السيدة العذراء بجبل درنكة، أحد أهم محطات الرحلة المقدسة في مصر ووجه بسرعة تنفيذ خطة تطوير شاملة تشمل البنية التحتية، وتجميل الموقع، وتحسين الإضاءة واللوحات الإرشادية، تمهيدًا لافتتاح المقبرة رسميًا أمام الزوار.
رافق المحافظ خلال الجولة عدد من القيادات التنفيذية والجهات المعنية، من بينهم الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، ومحمد صدقي وكيل وزارة الآثار، وصبري عبد المنعم مدير منطقة آثار أسيوط الجنوبية، وغيرهم من المسؤولين المعنيين.
وعقب الجولة الأثرية، توجه المحافظ إلى منطقة عرب العوامر بمركز أبنوب، حيث قام بجولة ميدانية داخل مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، الذي يُقام على مساحة 71 فدانًا ويضم 272 وحدة صناعية، بتكلفة استثمارية تقدر بـ900 مليون جنيه.
وخلال جولته داخل المجمع، زار المحافظ عددًا من المصانع التي دخلت حيز الإنتاج الفعلي، منها مصانع لإنتاج الورقيات، وخراطيم الري بالتنقيط، واللوحات الكهربائية، والجوانتيات الطبية، ومنتجات الصابون، حيث تابع مراحل التصنيع المختلفة واستمع لشرح من المسؤولين عن خطوط الإنتاج.
وأشاد المحافظ بنجاح المجمع في جذب المستثمرين، لاسيما مع ما تقدمه الدولة من تيسيرات كبيرة، مشيرًا إلى طرح 38 وحدة صناعية جديدة بنظام التمليك، بمساحات تبدأ من 450 وحتى 540 مترًا، في مجالات متنوعة مثل الصناعات الغذائية، الدوائية، الهندسية، الكيماوية، وصناعات الجلود.
ودعا اللواء هشام أبو النصر شباب أسيوط ورواد الأعمال إلى اغتنام الفرصة والانخراط في النشاط الصناعي، مؤكدًا أن الدولة لا تدخر جهدًا في تقديم الدعم الفني، والتدريب، والتمويل، وتيسير الإجراءات، بهدف بناء قاعدة صناعية قوية في الصعيد.
واختتم المحافظ جولته بالتأكيد على أن أسيوط تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق معادلة متوازنة بين الحفاظ على التراث الحضاري والانطلاق في مسار النهضة الاقتصادية، وهو ما يمثل ترجمة حقيقية لتوجيهات القيادة السياسية ضمن رؤية مصر 2030.
0 تعليق