في واقعة مأساوية تجرد مرتكبوها من أدنى المشاعر الإنسانية، شهدت قرية ديبو عوام التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية كارثة إنسانية حقيقية، بعدما أقدم سبعة أشخاص على هدم مقبرة عائلية بالكامل، مما أدى إلى تحطم عظام الجثامين المدفونة بداخلها واختلاطها بأنقاض الهدم، وسط حالة من الذهول والاستياء الشديد بين الأهالي.
جاء ذلك إثر نزاع على ملكية المقبرة، حيث فقد المتهمون السيطرة على أعصابهم، وتجاهلوا كل القيم الدينية والإنسانية، فقرروا تسوية المقبرة بالأرض دون أي اعتبار لحرمة الموتى أو مشاعر ذويهم.
وقد تلقت مديرية أمن الدقهلية بلاغًا من مركز شرطة المنصورة، يُفيد بقيام أحد المواطنين بتحرير محضر رسمي رقم 5138 لسنة 2025 جنح مركز المنصورة، اتهم فيه سبعة من الأشخاص بهدم مقابر أسرته والتمثيل بالجثامين، مما تسبب في تهشم العظام وتشوه معالم أصحابها، واستحالة التعرف عليهم بعد أن اختلطت الرفات ببقايا الحجارة والركام.
وعلى الفور، انتقلت قوة من مباحث المركز إلى موقع الحادث، حيث كشفت المعاينة الأولية عن هدم كامل للمقبرة ووجود بقايا العظام البشرية مختلطة بالحطام، في مشهد وصفه شهود العيان بأنه "مهين ومفزع"، ولا يقل قسوة عن الجرائم الكبرى.
وأكد أهالي القرية أن الجثامين التي تم العبث بها تعود لأشخاص معروفين لدى الجميع، من بينهم الشيخ محمد عبد اللطيف، شيخ سابق للقرية، ووحدة محمد عبد اللطيف، مدير عام سابق بوزارة العدل، بالإضافة إلى الطفل حسن وجيه عبد اللطيف، وهو ما زاد من حالة الغضب والاستنكار في أوساط الأهالي.
وقد تمكنت أجهزة الأمن من ضبط أربعة من المتهمين المتورطين في الواقعة، فيما تُكثف جهودها لضبط الثلاثة الآخرين الهاربين، وهم: محمد أ.ع، وأمين م.أ، ومحمود س.أ، بينما تم إخطار النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها الموسعة، تمهيدًا لمحاسبة كل من شارك أو تورط في هذه الجريمة التي انتهكت حرمة الموتى وكسرت قلوب ذويهم.
وتنتظر القرية، ومعها الرأي العام، تحقيق العدالة الكاملة، ومحاسبة كل من تجرأ على ارتكاب هذه الجريمة التي هزت الضمير الجمعي، وأثارت موجة من الغضب والحزن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
0 تعليق