خلال جولته في الشرق الأوسط في مايو 2025، حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الكبرى مع السعودية وقطر والإمارات، مما يعكس عودة قوية للدبلوماسية الاقتصادية الأمريكية في المنطقة.
السعودية: شراكة استراتيجية واستثمارات ضخمة
في 13 مايو، وقع ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتفاقية شراكة اقتصادية استراتيجية تشمل استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، تغطي مجالات الدفاع، الطاقة، الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية.
من أبرز مكونات الاتفاق:
- صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار تشمل طائرات C-130، طائرات بدون طيار MQ-9B، وصواريخ وأنظمة رادار.
- اتفاقيات مع شركات أمريكية كبرى مثل Nvidia وAMD لتوريد رقائق الذكاء الاصطناعي لشركة "Humain" السعودية، بهدف إنشاء مركز بيانات ضخم بقدرة 500 ميغاواط.
- مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة والمعادن النادرة والبنية التحتية.
كما التقى ترامب بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشراع، معلنًا رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وداعيًا دمشق للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا.
قطر: صفقة تاريخية مع بوينج
في 14 مايو، أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن صفقة قياسية لشراء 210 طائرات من بوينج، تشمل 160 طائرة عريضة البدن و50 خيارًا إضافيًا، بقيمة 96 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقيات دفاعية بقيمة 3 مليارات دولار، تتضمن:
- شراء نظام مكافحة الطائرات بدون طيار FS-LIDS من Raytheon بقيمة 1 مليار دولار.
- شراء طائرات MQ-9B من General Atomics بقيمة 2 مليار دولار.
- كما تم الإعلان عن نية استثمار 38 مليار دولار في قاعدة العديد الجوية ومشاريع أمنية بحرية.
وأثار قبول ترامب لهدية عبارة عن طائرة بوينج 747-8 فاخرة من العائلة الأميرية القطرية جدلاً في واشنطن، حيث يُقدّر تكاليف تعديلها لتناسب الاستخدام الرئاسي بأكثر من مليار دولار، وسط مخاوف من مخاطر أمنية وقانونية.
الإمارات: تعاون في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا
في 15 مايو، اختتم ترامب جولته بزيارة الإمارات، حيث التقى بالرئيس محمد بن زايد في أبوظبي. تم توقيع اتفاقية إطار للتعاون التكنولوجي تشمل التزامات متبادلة بأمن التكنولوجيا وتطوير مشاريع مشتركة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة.
كما ناقش الطرفان مشاريع استثمارية في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المالية، مع التركيز على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
تُظهر جولة ترامب في الخليج تركيزًا واضحًا على تعزيز النفوذ الاقتصادي والعسكري الأمريكي في المنطقة، مع التركيز على صفقات ضخمة في مجالات الدفاع والطيران والتكنولوجيا. ومع ذلك، أثارت بعض التحركات، مثل رفع العقوبات عن سوريا وقبول الهدايا الفاخرة، انتقادات داخلية في الولايات المتحدة، مما يعكس التحديات التي تواجه دبلوماسية “الصفقات الكبرى”.
0 تعليق