في سياق التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي تشهدها منطقة الخليج العربي، تأتي جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسلط الضوء على أهمية هذه المنطقة في السياسة الدولية، في ظل توقيت هام تمر به المنطقة العربية من تحديات وقضايا هامة.
كما تشهد هذه الجولة سلسلة من الاجتماعات والاتفاقيات التاريخية التي تركز على تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وتتناول العديد من الملفات الحيوية، بما في ذلك الأمن، والاقتصاد، والطاقة.
و تشمل هذه الاتفاقيات صفقات ضخمة تعكس المصالح الاستراتيجية المشتركة، سواء في مجال الدفاع أو في المجالات الاقتصادية، مما يعكس دلالات واضحة على الأهمية المتزايدة للمنطقة في السياسات الأمريكية. وبالإضافة إلى ذلك، تشهد الجولة لقاءات مع قادة الدول الخليجية، حيث يتم مناقشة رؤية ترامب للأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي، مما يعكس تطلعات كلا الطرفين نحو أفقٍ مشترك يعزز من استقرار وازدهار المنطقة.
من خلال هذه الجولة، يسعى ترامب إلى إعادة تعزيز العلاقات مع شركاء الولايات المتحدة التقليديين في الخليج، مما يعكس وجود اهتمام أمريكي قوي في تأمين نفوذها في هذا الإقليم الحيوي الذي يتعامل مع تحديات عالمية وإقليمية متعددة.
وفي هذا الصدد قال مهدي عفيفي السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي، إن الجولة الخليجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تم فيها عقد إتفاقيات اقتصادية تتعدى التريليون دولار في المملكة العربية السعودية و دولة قطر، تعتبر إنجاز كبير أمام الناخب الأمريكي الذي يدعم ترامب.
و أوضح مهدي عفيفي السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أن هذه الرحلة تأتي في ظل وجود أزمات ومشاكل إقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية سواء من ركود و تضخم وارتفاع في الأسعار نظرا للقرارات العقابية التي فرضها ترامب على بعض الدول، والتي يتراجع عنها الان بعد تأثيرها السلبي على الاقتصاد الأمريكي بل و أيضا على العلاقات الأمريكية سواء مع كندا والمكسيك.
قرارات ترامب
وتابع عفيفي لذلك كان يجب على ترامب أن يحرز انتصارا خلال جولته الخليجية ، ولكن يجدر بالذكر أن جميع هذه الاتفاقات وحجم التبادل التجاري لا يكاد يصل إلى ثلث التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية و كندا وحدها.
وأضاف أن قرارات ترامب كانت سبب في ابتعاد دول مثل كندا والمكسيك عن المشاركة مع واشنطن وعدم الثقة في الاستمرار، ولأول مرة في التاريخ نرى إبرام اتفاقيات بين كندا و الصين واليابان وكوريا الشمالية والجنوبية ، وهذه تعتبر صفعة كبيرة للسياسة الأمريكية .
و أكد أن ترامب جاء إلى المنطقة العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية، لكي يحاول الخروج بشكل إنتصار أمام الناخب الأمريكي ولكن لا يجب أن ننسى ما حدث خلال ولاية ترامب الأولى ، بمجرد عودته من المملكة السعودية، بدأ يتهكم على أنه استطاع الحصول على هذه الأموال ، قائلا: لابد على الدول العربية أن تدفع لحمايتها.
العقلية الترامبية
وخلال ولايته الثانية صرح بأنه يريد رفع رسوم مرور السفن الأمريكية في قناة السويس وبنما مقابل الحماسية التي يتخيلها ترامب ، وهذه هي العقلية الترامبية أن كل شئ له مقابل ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تفرض رأيها .
كما أشار أن ترامب لن ينهي الحرب على غزة، لأنه إذا كان يريد ذلك كانت قام به منذ البداية ، بل هو على العكس تماما، حيث قدم الرئيس الأمريكي كل ما يستطيع أن يقدمه لإسرائيل ، وقدم كل الدعم لتل أبيب.
كما أكد عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية جيدة ولكن في حالة هدوء خلال هذه الفترة حتى يستحوذ ترامب على ما يريده من الدول العربية، ثم تأتي إسرائيل وتفعل ما تريد، لذلك لم يكون هناك أي تطرق لوقف الحرب على غزة وكذلك لبنان و اليمن ، ولكن الحديث كان منصبا حول كيفية خروج ترامب من المأزق الاقتصادي الأمريكي وعقد اتفاقيات تظهره أمام الناخب الأمريكي بأنه حقق انتصارا.
0 تعليق