تناول المفكر طارق حجي، القيم المرتبطة بقبول الآخر، معتبراً أن الغيرية – أي الإيمان بوجود "الآخر المختلف" – تمثل حجر الأساس لأي مجتمع يسعى للعدل والتقدم، موضحًا: "إذا لم نربِّ أبناءنا على أن الاختلاف جزء من طبيعة الحياة، فلن نستطيع بناء مجتمعات سليمة".
وأضاف حجي، في حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج «آخر النهار»، عبر قناة «النهار»، أنّ الغيرية، حين تُترجم إلى سلوك، تُفضي مباشرة إلى قبول الآخر، سواء أكان هذا الآخر مختلفًا في الدين أو الجنس أو الرأي أو الثقافة، مؤكدًا، أن كثيراً من مظاهر العنف المجتمعي والتحريض تبدأ من غياب هذه القيمة الإنسانية العميقة.
وتابع، أنّ حقوق المرأة لا يمكن أن تتحقق في بيئة لا تُقدّر التعددية ولا تعترف بحق الآخر في الوجود والاختلاف. وأضاف: "المرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل هي كيان متكامل له ما للرجل من حقوق، وعليه ما عليه من واجبات". ونبّه إلى أن المجتمعات التي ترى المرأة كـ"كائن ثانوي" هي مجتمعات محكوم عليها بالتأخر.
وأشار إلى أن هناك رابطاً مباشراً بين ترسيخ القيم الثلاث: التعددية، الغيرية، وقبول الآخر، وبين القدرة على حماية حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حقوق المرأة. واختتم قائلاً: "إذا لم نعِ هذه السلسلة القيمية في ثقافتنا وتعليمنا، سنظل نراوح مكاننا".
0 تعليق