قال يوسف أبو كويك، مراسل القاهرة الإخبارية من غزة، إن غزة تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتجاهل التحذيرات الدولية بضرورة إدخال المساعدات، كما أن المستشفيات في القطاع تعج بآلاف الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، في وقت نفدت فيه المخزونات الطبية والمواد الغذائية لدى المنظمات الدولية، خصوصًا تلك التي كانت تقدم المساعدات للعائلات النازحة من مناطق التوغل البري.

وأضاف خلال رسالة على الهواء، أنه وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت نسبة الحالات المحولة من المراكز الصحية إلى المستشفيات من 16% إلى 60%، بينما تم تسجيل 1400 حالة من الأطفال الذين يحتاجون إلى تدخل علاجي فوري، كما أن نحو 600 ألف طفل معرضون للخطر نتيجة رفض إسرائيل إدخال اللقاحات الأساسية، خصوصًا المتعلقة بشلل الأطفال، وهذه المؤشرات، إلى جانب التدمير المتعمد للبنية الصحية، تنذر بكارثة متفاقمة مع انهيار شبه كامل للقطاع الطبي.

وتابع: على الصعيد الإنساني، يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية، حيث أُغلقت المخابز منذ أكثر من 40 يومًا، ما أدى إلى انعدام الخبز في غالبية منازل غزة، وبالتزامن، تتواصل الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن سقوط 11 شهيدًا منذ فجر اليوم، بينهم أطفال ورجل في حي الشجاعية شرق غزة، في حين استشهد ثلاثة آخرون بعد استهداف خيمتهم في منطقة العمودي، كما استشهد صحفي فلسطيني جديد، حسن صليح، بعد قصف مباشر على مشفى ناصر بخان يونس، ليرتفع عدد الإعلاميين الشهداء إلى 215 منذ بدء الحرب.

وتشهد مناطق القطاع موجة نزوح غير مسبوقة منذ بدء العدوان البري الإسرائيلي في 8 مارس الماضي، حيث نزح مئات الآلاف من سكان المناطق الشرقية والشمالية، فيما تم إخلاء مدينة رفح بالكامل بعد أن دمر الاحتلال أكثر من 80% من منازلها، وقد حولت إسرائيل هذه المنطقة إلى ما يسمى "محور مرج"، وسط أوضاع مأساوية لنازحين يفتقرون لأدنى مقومات الحياة.