وجه سياسيون في الولايات المتحدة الأمريكية انتقادات تجاه قبول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طائرة خاصة كهدية مقدمة من دولة قطر، واعتبروا هذه الخطوة بمثابة محاولة للتأثير على السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، لأنها مسألة تتعلق بالعلاقات الدولية، إلى جانب تأثير الهدايا الدبلوماسية على السياسة.
ومنذ بداية العلاقات القطرية الأمريكية، كانت هناك العديد من المبادرات والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات متعددة، منها الأمن، والاقتصاد، والثقافة.
وتأتي الهدية، التي تشمل طائرة خاصة، في سياق سياستها الرامية إلى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية وكسب الدعم من دول كبرى مثل الولايات المتحدة، ولكن هذا الجدل لم يقتصر فقط على الجوانب الدبلوماسية، بل تطرق أيضًا إلى القوانين المتعلقة بالفساد، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الهدايا على مواقف القادة السياسيين.
في وقت سابق قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه مستعد لاستقبال طائرة بوينج 747-8 "جامبو" الفاخرة من عائلة أمير قطر والتي قد يستخدمها كواحدة من طائراته الرئاسية.
ومن المتوقع أن يتسلم الرئيس الأمريكي، الطائرة كهدية خلال زيارته للشرق الأوسط خلال هذا الأسبوع.
ويقدر خبراء الطيران قيمة الطائرة المعروفة بـ"القصر الطائر في السماء" بنحو 400 مليون دولار.
قبول الطائرة كتبرع
وكان التقرير الخاص بالهدية القطرية قد نشر لأول مرة على شبكة "إيه بي سي"، حيث أشار إلى أنها تعتبر ترتيب غير مسبوق يثير تساؤلات قانونية حول شرعيته.
ولكن بحسب مصادر تحدثت للشبكة الإخبارية، فإن المدعية العامة لترامب بام بوندي ومستشار البيت الأبيض ديفيد وارينغتون راجعا القضية وقررا أنه سيكون ضمن حدود القانون قبول الطائرة كتبرع.
وهذا بشرط أن تنتقل ملكيتها بحلول نهاية ولاية ترامب إلى الكيان القانوني الذي سيدير مكتبته الرئاسية.
الترتيبات اللوجيستية
وأشارت المصادر إلى أن الطائرة التي يبلغ عمرها 13 عاماً سيتم تسليمها أولاً إلى القوات الجوية الأميركية التي ستجري عليها التعديلات اللازمة حتى تتوافق مع المعايير العسكرية المطلوبة في الطائرة التي يستخدمها الرئيس الأميركي.
وسيتم نقل الطائرة، وفقا للترتيب القانوني الناشئ، إلى مكتبة ترامب الرئاسية في موعد أقصاه الأول من يناير2029، أي بحلول نهاية ولايته الثانية، وأكدت المصادر أن أي تكاليف مرتبطة بنقل الملكية ستتحملها القوات الجوية الأميركية.
ترامب يدافع عن نفسه أمام الديمقراطيين
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر شبكة "تروث سوشيال"، "نحن نتلقى طائرة بدون أي تكلفة ستحل محل طائرة عمرها 40 عاما، في صفقة شفافة وعلنية، لكن الأمر مُقلقٌ للغاية للديمقراطيين الفاسدين، لدرجة أنهم يطالبوننا بدفع السعر الكامل للطائرة، أي شخصٍ يستطيع فعل ذلك!"
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن "أي هدية تقدمها حكومة أجنبية يتم قبولها دائمًا وفقًا لجميع القوانين المعمول بها، وإدارة الرئيس ترامب ملتزمة بالشفافية الكاملة".
الديمقراطيون والجمهوريون يهاجمون ترامب
وهاجم تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، استعداد إدارة ترامب لقبول الطائرة كهدية من قطر، وكتب شومر على شبكة إكس: "لا شيء يقول "أميركا أولاً" مثل طائرة الرئاسة القطرية"، "إنها ليست مجرد رشوة، بل إنها تتعلق بالنفوذ الأجنبي المتطور - مع مساحة أكبر للتحرك."
و كتب النائب راسكين على موقع X: "يجب على ترامب الحصول على موافقة الكونجرس لقبول هذه الهدية البالغة 300 مليون دولار من قطر، الدستور واضح تمامًا: لا يجوز قبول أي هدية "مهما كان نوعها" من دولة أجنبية دون إذن الكونغرس، الهدية التي تستخدمها لمدة أربع سنوات ثم تودعها في مكتبتك لا تزال هدية (ونصابًا)".
وقال النائب توريس: "هذه الهدية التي تبلغ بقيمة تقديرية 400 مليون دولار، ستُشكل الطائرة أغلى هدية مُنحت لرئيس من حكومة أجنبية على الإطلاق، يشهد الشعب الأمريكي، في الوقت الراهن، ما لا يمكن وصفه إلا بـ"عملية احتيال جوي".
وعلقت لورا لومر، الناشطة المحافظة في الحزب الجمهوري ومؤيدة ترامب، على موقع X: "أحب الرئيس ترامب، سأتحمل المسؤولية من أجله، لكن عليّ أن أسمي الأشياء بمسمياتها، لا يمكننا قبول "هدية" بقيمة 400 مليون دولار من جهاديين يرتدون بدلات رسمية، القطريون يمولون نفس وكلاء إيران في حماس وحزب الله الذين قتلوا أفرادًا من الجيش الأمريكي، نفس الوكلاء الذين عملوا مع عصابات المخدرات المكسيكية لتهريب الجهاديين عبر حدودنا، سيكون هذا وصمة عار على جبين الإدارة إذا كان صحيحًا، وأقول هذا كشخص مستعد للتضحية بنفسه من أجل ترامب، أشعر بخيبة أمل كبيرة."
وقال علي الأنصاري، الملحق الإعلامي القطري لدى الولايات المتحدة، لمجلة نيوزويك أمس الأحد إن التقارير المتعلقة بالهدية "غير دقيقة" وإن "الأمر لا يزال قيد المراجعة من قبل الإدارات القانونية المعنية ولم يتم اتخاذ أي قرار بعد".
0 تعليق