قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على أن تكون أفعاله واضحة ومعلومة لمن حوله، لأنه قدوة يُقتدى بها في كل صغيرة وكبيرة، وإذا خالف عادته في فعلٍ ما، فإنه يُبين السبب حتى لا يُستغرب فعله أو يُساء فهمه.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن هذه القاعدة تتجلى بوضوح في موقف ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حين خرج من المسجد فجأة أثناء الصلاة، في مشهد أثار دهشة الصحابة الذين بدت عليهم الحيرة، وظلوا في أماكنهم دون انصراف، يتساءلون عن السبب الذي جعل النبي يتركهم بهذه السرعة.
وأضاف: "النبي صلى الله عليه وسلم، بفطنته وبصيرته، لاحظ آثار التعجب في وجوه أصحابه، فلما عاد إليهم بعد دقائق، شرح لهم السبب، وقال إنه تذكّر أن في بيته تبرًا – أي ذهبًا خامًا – كان يريد أن يوزعه على الفقراء، فخشي أن يبيت عنده مال لا حق فيه إلا لأصحابه".
وأشار إلى أن هذا السلوك النبوي الشريف يعكس أقصى درجات الأمانة والوضوح، وحرص النبي على أن يبيت وهو خفيف الذمة، بلا مال زائد، ولا لبس في نياته أو أفعاله، مضيفًا: "هكذا يجب أن يكون حال المسلم، إذا خالف عادته المعروفة، أن يوضح السبب لمن حوله حتى لا يقع في النفوس شك أو ظن سيء".
وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحتفظ بمال لمجرد الاقتناء، بل كان يعتبر وجود مال زائد في بيته أمرًا غير محبوب، إلا إذا كان لأداء دين أو لأمانة مؤقتة، وهذا يعلّمنا الزهد، والحرص على إبراء الذمة، والوضوح مع الناس في التصرفات".
0 تعليق