بلال قنديل يكتب: في وقت لاحق - اعرف كورة

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

كثيرا ما نؤجل مهامنا اليومية ونقنع انفسنا بعبارة بسيطة نرددها وكأنها الحل السحري لكل ما نعجز عن فعله في الحاضر، وهي "في وقت لاحق".. عبارة قصيرة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعواقب، وربما الندم أيضا. فهي ليست مجرد تأجيل، بل قد تكون بوابة لضياع الفرص، وتراكم المشكلات، وتبدد الاحلام.

نقول "في وقت لاحق" عندما نشعر بالتعب، أو عندما نتهرب من مسؤولية، أو حتى عندما نخاف من الفشل. نحاول اقناع أنفسنا ان الوقت لاحقاً سيكون افضل، واننا سنكون حينها اكثر استعدادا، لكن الواقع في أغلب الأحيان لا يمنحنا هذا الوقت لاحقا، وان جاء، لا يأتي كما نتوقع.

تأجيل المهام ليس دائما ناتجا عن الكسل، بل قد يكون سببه الخوف من اتخاذ قرار مصيري، او القلق من النتيجة، او السعي خلف الكمال. نؤجل اعترافا، او اعتذارا، او حتى حل خلاف صغير، ظنا منا ان الامور ستتحسن وحدها، لكنها في الحقيقة تتعقد اكثر، وتكبر كما تكبر كرة الثلج كلما تدحرجت.

في الحياة، لا يوجد وقت مثالي لكل شيء، الانتظار الدائم للحظة المناسبة قد يجعلنا نفقد اجمل لحظاتنا، فالحياة لا تنتظر المترددين. من يؤجل حديثا صادقا مع شخص يحبه، قد لا يجد هذا الشخص لاحقا، ومن يؤجل سعيه نحو حلمه، قد يفيق يوما ليجد قطار الفرصة قد غادر المحطة.

المبادرة ليست دائما سهلة، لكنها أفضل من الندم. النجاح لا يأتي لمن ينتظر، بل لمن يسعى، حتى في الظروف الصعبة. لذا، دعنا نتوقف عن قول "في وقت لاحق"، ولنبدأ بما نستطيع، الآن، ولو بخطوة صغيرة. فربما هذه الخطوة هي الفارق بين حياة نعيشها كما نريد، وحياة نندم على ضياعها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق