عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن شجرة الزيتون" بمشاركة د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، ود. مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار اللقاء د. رضا عبد السلام، الرئيس السابق لإذاعة القرآن الكريم، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر: إن القرآن الكريم معجز في كل جوانبه، سواء في الإعجاز العلمي، أو الإخبار بالغيب، أو الإعجاز التشريعي، أو الإعجاز البلاغي، فلو نظرنا إلى قوله تعالى: " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" ويُقصد بنور الله سبحانه وتعالى هنا الكمال في كل شيء، وقال العلماء إن الله سبحانه وتعالى خص زيت الزيتون دون بقية الزيوت، لأنه من أنقى الزيوت وأصفاها، كما أن الاشتعال به أقوى لشدة صفاء زيت الزيتون، لذلك اختاره الحق سبحانه وتعالى ليضرب به المثل لنوره، وذلك من باب التقريب.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، أن العلم أثبت أن الزيتون في سيناء أنقى أنواع الزيتون، وهو ما يدلل لماذا ارتبط ذكر شجرة الزيتون في القرآن بسيناء، وهو إعجاز علمي سبق به القرآن الكريم العلم الحديث، وعلينا أن نستغل هذه الحقيقة العلمية التي أثبتها القرآن الكريم قبل ألف وأربعمائة سنة، في أن تكون أرض سيناء كلها موطنا لشجر الزيتون، كما أن العلم أثبت أن زيت الزيتون خال من الأضرار الصحية، إضافة إلى أنه يستخدم كنوع من العلاج، مشيرًا إلى أن ذكر جبل طور سيناء في القرآن الكريم " وَطُورِ سِينِينَ"، هو دليل على مكانة هذه البقعة المباركة، التي يجب علينا الحفاظ عليها لأنها بقعة مرتبطة بعقيدتنا.
من جانبه قال فضيلة الدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن علم فيزياء الكم، والذي يعد أحدث العلوم الفيزيائية، أشار إليه القرآن الكريم في الآية الكريمة " مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ" قبل أن يصل إليه العلماء، كما أن قوله " يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ" حيث أثبت العلم أن زيت الزيتون يستقطب الضوء، لذلك عند تعرضه للاختبارات المعملية وجد العلماء أنه مضيء دائمًا، ولا يحتاج زيت الزيتون إلى تكرير مثل بقية الزيوت الأخرى.
وبين عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن زيت الزيتون له العديد من الفوائد
وذكر عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن الزيتون نبات صحراوي، لقدرة شجرته على اختراق الصخور، وهي صفة مميزة لهذه الشجرة عن غيرها من الأشجار، وقد أثبت العلم أن أرض سيناء تمتلك كل المقومات لزراعة هذا النوع من الأشجار طوال العام، كما أن زيت الزيتون له العديد من الفوائد سواء في استخدامه كطعام أو استخدامه كدواء، لهذا ذكر القرآن أن شجرة الزيتون شجرة مباركة، وقد يصل عمر شجرة الزيتون إلى ألف سنة، وعلينا أن نحسن استثمار هذه الحقائق العلمية حول صلاحية أرض سيناء لزراعة شجر الزيتون، إضافة إلى الاستفادة الاقتصادية لهذا النوع من الزيوت، لاستخداماته الغذائية والطبية المتعددة.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.
0 تعليق