الدعم المطلق للحليف.. ! - اعرف كورة

الاسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
الدعم المطلق للحليف.. !

سناء السعيد

سناء السعيد

بدأ التلاحم الوثيق القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الغاصب بوصفه التلاحم الذي فرضته المصالح المشتركة لكليهما. تلاحم دفع الولايات المتحدة نحو منح إسرائيل دعما غير محدود ماليًا وعسكريًا منذ 1948 وحتى الآن. وجرى ذلك مع توافق الحزبين الديمقراطى والجمهورى على الدعم المطلق، إذ وافق عليه مجلس النواب الأمريكي بحيث يخصص بموجبه نحو 15 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل، وبالإضافة إلى الدعم المالى تشارك أمريكا إسرائيل فى عمليات متبادلة رفيعة المستوى تشمل التدريبات العسكرية المشتركة، والبحوث العسكرية وتطوير الأسلحة من خلال القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب، والحوار الاستراتيجي كل ستة أشهر.

لقد تلقت إسرائيل منذ عام 1948 أكثر من 158 مليار دولار كمساعدات عسكرية، ما يجعلها أكبر متلقٍ للمساعدات فى التاريخ مقارنة بأى دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تجاوزت المساعدات 130 مليار دولار. ولا شك أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لم ينبع من فراغ، فلطالما نظر المشرعون الأمريكيون إلى إسرائيل باعتبارها حليفًا وثيقًا يساعد فى حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط. هذا فضلا عن أن الحفاظ على الهيمنة العسكرية الإقليمية لإسرائيل يشكل عنصرا أساسيا فى السياسة الأمريكية فى المنطقة.

ولهذا جاء الحرص الأمريكى على أن تحصل إسرائيل على كل ما تحتاجه فى الهجوم المضاد الذى تقوم به فى الوقت الراهن على قطاع غزة. كما أنها وعدت بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لدعم الكيان الصهيونى فى عدوانه المستمر وحربه الضروس ضد الفلسطينيين فى القطاع. ولذلك وقعت على التزام بتزويد إسرائيل مؤخرا بما لا يقل عن أربعة مليارات دولار. وهكذا تظل المصالح بين الدولتين مبنية فى الأساس على مصالح استراتيجية ملموسة لكليهما، ويبدو أنها ستبقى كذلك فى المستقبل المنظور. ولهذا لطالما وضعت الأسس التى يقوم عليها التحالف الأمريكى- الإسرائيلي بأنها القيم المشتركة بين البلدين والشعبين.

يُنظر إلى إسرائيل فى السياسة الأمريكية من خلال اللوبى القوى التابع لها فى بلاد العم سام، وعلى الرغم من أهمية هذه العوامل إلا أن المنافع الاقتصادية التي تجنيها أمريكا من إسرائيل لا تقل أهمية أبدا عما سبق، فالعلاقة بين الدولتين مبنية على مصالح استراتيجية ملموسة، والمتوقع أن تبقى كذلك فى المستقبل المنظور. ويكفى أن إسرائيل تمثل نحو 20% من الصادرات الأمريكية إلى المنطقة.

إنها إسرائيل التى تتمتع بحضور اقتصادى وتكنولوجى قوى على الساحة الأمريكية. ووفقا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فقد ساعدت إسرائيل أمريكا على المنافسة اقتصاديا بشكل أفضل، كما ساهمت فى معالجة قضايا الاستدامة المتعلقة بالأمن المائى والغذائى والطاقة المتجددة والصحة العامة. هذا فضلا عن أن اسرائيل تقدم أيضا مساهمات مهمة لأمريكا فى مجالات تبادل المعلومات الاستخبارية والانتاج الصناعي الدفاعي. كما أن هناك التعاون القائم بينهما تكنولوجيًا. وغالبا ما تقوم الشركات الإسرائيلية التي تسعى إلى الانتشار عالميًا بتوقيع شراكة مع نظيراتها فى الولايات المتحدة، ما يسفر عن عمليات تبادل تكنولوجى وخلق عشرات الآلاف من الوظائف فى أمريكا. ولهذا السبب لاحظ "بيل غيتس" فى عام 2006 أن الابتكار الجارى فى إسرائيل أمر بالغ الأهمية لمستقبل عمال التكنولوجيا. كما أن إسرائيل هى موطن لأكبر مركز تطوير لشركة ( إنتل) فى العالم، ومساهمة هذه الشركة فى تطوير التكنولوجيا العالمية كبيرة. ولقد كشف النقاب عن أن شركة (نيفيديا) لصناعة برامج الكمبيوتر تقوم ببناء أقوى كمبيوتر عملاق للذكاء الاصطناعي في إسرائيل لتلبية طلب العملاء على تطبيقات الذكاء الاصطناعى.

nabd.png
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق