
أمجد عبد الحليم
أمجد عبد الحليم
فجأة وبدون مقدمات تشتعل أغلب مواقع التواصل وتفوح منها رائحة خبيثة، وكأنها عاصفة قد هبت على بلادنا محملة بالكثير من خطاب الكراهية وبذور الفتنة بعد أن كدنا نتجاوز كل ذلك ونصل إلى درجة مقبولة من مفهوم المواطنة التي تساوي بين أبناء مصر ولا تصنفهم على أساس الجنس أو الدين.
جاءت قضية طفل دمنهور لتلقي بظلالها بعنف على جميع المنصات، بل وفي الكثير من أحاديث الناس، ولا حرج في ذلك إن كنا نتعامل معها على أنها جريمة نكراء لا نبتغي تكرارها في مجتمعنا، ولكن أن يترك الناس أصل القضية وينجرف بعضهم جهلًا أو عمدًا في مهاترات طائفية لا تفيد أحدا فهذا هو الجنون ذاته واللعب بالنار تحت مسمى رواج الصفحات وجني المزيد من المشاهدات والمكاسب في حالة فجة من تفشي ظاهرة عشق وإدمان (التريند) التي غرقنا فيها مؤخرًا وتساهلنا في قبولها حتى طالت الأديان واللُحمة الوطنية وأمن واستقرار البلاد.
أين الحكماء هنا وهناك؟ لماذا تفوح رائحة التحريض الممنهج في بعض الصفحات؟ ولماذا لا تتم محاسبة هؤلاء؟ نحن أمام قضية تم تداولها أمام القضاء المصرى فأصدر حكمه وفق ما أقره ضمير القاضي، لماذا جعلناها ظاهرة وحكاية للصباح والمساء وكأنه حدث فريد لا يتكرر كل يوم؟ نحن شعب كبير يفوق المائة مليون فكيف وبأى منطق لا يكون بيننا الصالح والطالح، الخير موجود والشر موجود والجريمة النكراء موجودة ولكن العاقل من يتعامل معها قدر حجمها وانتشارها وليس كظاهرة أو حدث يرتب لكل هذه الكراهية المفتعلة التي لا نعرف عنها شيئا في موروثات وتاريخ هذا الوطن؟!
رفقا بأنفسكم وبالناس والوطن فليس هذا مجال التنافس علي مواقع التواصل وبث سموم الجدال والفتنة، ففي النهاية هذا جسد الوطن المتشابك الواحد يتم إيذاؤه والعبث بثوابته وهو ما لن يسمح به كل عاقل وكل عاشق لتراب هذا الوطن.. .حفظ الله بلادنا الطيبة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، حفظ الله الوطن.
0 تعليق